ضيوف الرحمن… نحن في خدمتكم

 

اعداد وتقرير

أ. جوهرة سالم الجهني/ المدينه

في ليلة تجلّت فيها أسمى معاني العطاء والإيثار، نظّمت الأستاذة بدرية حامد الحجيلي، ناظرة وقف باسقات للأعمال بالمدينة المنورة، حفلاً نسائيًا مميزًا لتكريم المتطوعات في فريق الوقف، اللواتي بذلن جهودًا عظيمة في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم رمضان لعام ٢٠٢٥ ، وذلك ضمن نطاق مهامهن في إدارة الحشود في الساحات الغربية وباب ١٦ و١٧ من الحرم النبوي الشريف.

 

هذا العام تميز بخدمات نوعية قدمتها إدارة الحرمين الشريفين، شملت برامج تقنية متقدمة، ودورات تدريبية وتأهيلية، ومبادرات توعوية للمشرفين والمتطوعين، وتقسيم العمل من ادارة حشود ودف عربات توزيع المواد الغذائية والإشراف على السفر الرمضانية والإسعاف وغيرها من الخدمات وهذا التقسيم من ادارة الحرم كان له دور كبير في التخصصية والشمولية في تقديم الخدمات التطوعية باحترافية ومن أبرزها: تطبيق نظام التوثيق التقني للحضور والانصراف من موقع العمل المخصص لكل متطوع/ة، مما ساهم في تنظيم الأداء ورفع مستوى الاحترافية.

 

لم يكن الحفل مجرد مناسبة عابرة، بل كان وقفة تقدير وامتنان للجهود التي أثمرت تكاملًا مشرفًا بين إدارة الحرمين وفرق العمل التطوعية، وعلى رأسهم فريق وقف باسقات النسائي بإشراف الأستاذة بدرية الحجيلي وفريقها من داخل الحرم النبوي، في تجسيد حقيقي لمعاني البذل والإخلاص.

 

وقد حضر الحفل نخبة من سيدات المجتمع، وقيادات العمل التطوعي النسائي، اللواتي عبّرن عن فخرهن بالدور الحيوي الذي قامت به المتطوعات في تيسير رحلة الحجاج والمعتمرين، وتوفير سبل الراحة والسكينة لزائرات مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

فقرات الحفل

 

افتتح الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمات ترحيبية وكلمات مؤثرة سلطت الضوء على أهمية العمل التطوعي في الحرمين الشريفين، وأشادت بعطاء المتطوعات اللاتي قدمن أروع النماذج في التفاني والالتزام، بخدمة زائرات الحرم بقلوب منفتحة وابتسامات دائمة.

 

تضمن الحفل عرضًا مرئيًا موثقًا يُظهر الجهود الميدانية المبذولة من قبل المتطوعات، سواء في:

• تنظيم الحشود وتوجيه الزائرات.

• توزيع المياه والمواد الغذائية.

• تقديم المواد التوعوية المتعلقة بالنظافة، وآداب المكان، وقدسيته.

• تهدئة الأطفال ومرافقة أسرهم لضمان راحة المصلين.

• الرد على استفسارات الزائرات، وتوجيههن للمخارج والبوابات المناسبة والطرق المؤدية للروضة الشريفة.

 

وقد تلقت المتطوعات تدريبًا مسبقًا من إدارة الحرم الشريف، شمل دراسة خريطة الحرم، والتعرّف على قواعد إدارة الحشود، وكيفية التعامل مع المواقف الطارئة. هذه الدورات ساعدتهن على أداء مهامهن باحترافية عالية، وخلّفت أثرًا طيبًا في نفوسهن، مما ساهم في نجاحهن في تأدية الخدمة على أكمل وجه.

 

وقد انعكست هذه الجهود على الزائرات، حيث أبدى العديد منهن ارتياحهن وتقديرهن لما وجدنه من تنظيم وراحة، كما عبّرت إحدى المتطوعات قائلة:

 

“شعرت بتغير جذري في شخصيتي وتعاملاتي، فقد تعلمت الصبر والرحمة، والتعامل مع مختلف الشخصيات، خاصة كبار السن، مما ساعدني على اكتساب مهارات حياتية جديدة.”

 

كما عبرت إحدى الزائرات بالقول:

 

“نشكر المتطوعات على جهودهن الصادقة، فقد ساعدتنا توجيهاتهن على الشعور بالسكينة داخل الحرم، والتنقل بسهولة ويسر.”

 

التكريم وختام الحفل

 

رغم التحديات التي واجهها الفريق، إلا أنه تم تجاوزها بحمد الله بكل كفاءة. وفي نهاية الحفل، تم تكريم المتطوعات المتميزات بشهادات شكر ودروع تذكارية، كما قامت إحدى المتبرعات بتقديم مكافآت مالية رمزية تقديرًا لجهودهن المباركة وتفانيهن في خدمة ضيوف الرحمن.

 

وقد عبّرت الأستاذة بدرية الحجيلي، رئيسة وقف باسقات للأعمال، عن امتنانها الكبير لفريق المتطوعات قائلة:

 

“المتطوعات هنّ الثروة الحقيقية في منظومة خدمة الحرمين، وجهودهن محل فخر واعتزاز دائمين.”

كما بيّنت أن هذا الحفل لم يكن سوى ثمرة من ثمار الدعم المتواصل الذي توليه إدارة الوقف للمتطوعات، مشيرة إلى أنها نظّمت أيضًا ورش عمل تدريبية وتوعوية خاصه لمنسوبات التطوع وموظفات الوقف ولتعزيز الجاهزية المعرفية والميدانية للمتطوعات لمعرفة الصعوبات التي مررن بها في الأعوام السابقة وتلافيها في هذا العام وكان لهذا اللقاء اثر بارز ظهر في عمل الفريق بقلب واحد

وفي الختام :

هذا الحفل النسائي، الذي جاء كلفتة راقية ومبادرة محمودة من وقف باسقات، لا يُعد مجرد تكريم؛ بل هو تأكيد على أهمية تعزيز ثقافة العمل التطوعي في نفوس المجتمع، ودوره في خدمة الزوار وقاصدي الحرمين الشريفين، وترسيخ معاني العطاء والتكافل والتعاون.

 

نختم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في تنظيم وإنجاح هذه المناسبة، ونؤكد أن طموحات المتطوعات تتجاوز الحاضر نحو مستقبل مزدهر بالعمل التطوعي النسائي، بروح مخلصة وهمم لا تعرف التراجع، خدمةً لضيوف الرحمن، ورفعةً لمدينتنا الطاهرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى