طبيب روماتيزم : 90 % من سعادتك و 70% من مناعتك مرتبطان بـ ” صحة الأمعاء “

أكد طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن الأبحاث أظهرت أن “صحة الأمعاء” تؤثر على الصحة العقلية، حيث قد يؤدي اختلال التوازن إلى العديد من الأعراض النفسية كالقلق والاكتئاب ، فما نسبته 90 % من هرمون السيروتونين “هرمون السعادة” في الجسم يتم إنتاجه في الأمعاء ، كما أن ما يقرب من 70 % من جهاز الفرد المناعي موجود في الجهاز الهضمي ، إذ إن 70% من الأمراض المزمنة وأمراض المناعة الذاتية ترتبط أسبابها بمشكلة زيادة ارتشاح الجدار المعوي، وبذلك فصحة الأمعاء تسهم في الأداء الأمثل للجهاز الهضمي ، بما في ذلك الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، وتوازن البكتيريا النافعة، والاستجابة المناعية الفعالة ، فيما يلعب ميكروبيوم الأمعاء دورًا في الهضم والتمثيل الغذائي والالتهابات ، كما يساعد ميكروبيوم الأمعاء على تطوير جهاز المناعة في أمعاء الشخص ، فميكروبيوم الأمعاء تعد منظومة معقدة من البكتيريا والفيروسات والفطريات والكائنات الحية الدقيقة الأخرى ، فالأمعاء الصحية تعزز عملية الهضم الفعالة، وتحمي من مسببات الأمراض الضارة، وتساعد على تنظيم وظائف المناعة.
وقال د.ضياء ، إنه عندما يكون ميكروبيوم الأمعاء صحيًا فإنه يدعم الهضم وامتصاص العناصر الغذائية ووظيفة المناعة ، فالأمعاء
لا تقوم بمعالجة الطعام فقط بل لها دور في العديد من الوظائف الجسدية التي تساهم في الصحة العامة ومنها دعم الجهاز المناعي ، إذ يعمل الميكروبيوم المتوازن على تقوية المناعة، مما يساعد على مواجهة الأمراض والالتهابات وحتى المشاكل الجلدية ، وبجانب ذلك تلعب بكتيريا الأمعاء دورًا في تنظيم الهرمونات ، فاستقلاب بعض الهرمونات مثل هرمون الاستروجين يتم في الأمعاء وتحويلها إلى شكلها النشط هناك ، بينما يمكن أن يؤدي اضطراب الأمعاء إلى اختلال التوازن الذي يؤثر على كل شيء حتى تقلبات المزاج ، وإضافة إلى كل سبق يعزز توازن ميكروبيوم الأمعاء صحة الجلد والشعر.
ويلفت د.ضياء إلى أن للعادات الغذائية واتباع نمط الحياة دورًا مهمًا وتأثيرًا مباشرًا على صحة الأمعاء وعلى الجسم بشكل عام ، فمن الطبيعي أن يتعرض الشخص لاضطرابات المعدة العارضة، أو الإسهال أو الإمساك ، وكل تلك المشكلات يمكن تجنبها باتباع العادات الجيدة للأمعاء ، فعند الشعور بعدم الراحة المتكرر والغازات والانتفاخ والإمساك والإسهال وحرقة المعدة فيعني ذلك أن الأمعاء تواجه صعوبة في هضم الأطعمة والتخلص منها ، وقد ينعكس أثر ذلك على الفرد بحدوث الأرق أو قلة النوم مما يمهد لحدوث التعب.
وشدد د.ضياء في ختام حديثه على أهمية أن يدرك جميع أفراد المجتمع أن الأمعاء تلعب دورًا رئيسيًا في صحته، فهى لا تتحكم فقط فى هضم الطعام ولكن تؤثر أيضاً على حالته النفسية ، لذا يسميها العلماء “الدماغ الثانى”، ومن هنا يجب الحرص على صحة الأمعاء من خلال اتباع بعض النصائح المهمة ومنها تناول الأطعمة الغنية بالألياف كل يوم لكونها من أفضل الطرق لتسريع حركة الأمعاء وعلاج الإمساك، حيث تلعب الألياف دورًا مهمًا في تسهيل عملية الهضم ، كما تعد مصدرًا غذائيًا هامًا للبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، مما يعزز صحة الأمعاء ويحافظ على التوازن البكتيري المناسب ، كما ينصح بتجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم بثلاث ساعات والحد من تناول الوجبات السريعة واللحوم المصنعة ، الحرص على تناول الماء بشكل جيد يوميًا ، الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات ، وضرورة ممارسة الرياضة لكونها من الطرق المؤثرة في تحسين حركة الأمعاء ، كما تمثل الرياضة طريقة صحية للتخلص من التوتر والإجهاد ، كما أنه أثناء ممارسة التمارين الرياضية يتم إفراز هرمونات مثل الإندورفين التي تعزز الشعور بالسعادة والاسترخاء، مما يؤثر إيجابيًا على عملية الهضم وحركة الأمعاء.