عثمان آل عثمان… رحيل رجل حمل النعمة بحكمة، وغادر بصمت العظماء

حمساء محمد القحطاني _ الافلاج

حين تُذكر النخوة، والقيادة المجتمعية والبذل في الخفاء يمر اسم “عثمان العثمان” في الأفلاج كعطر طيّب لا يبهت، وكظلّ رجلٍ عاش للناس لا لنفسه ومضى بهدوء دون ضجيج لكنه ترك أثرًا لا يُنسى.

في صباحٍ خاشع من أيام الله، ودّعت محافظة الأفلاج أحد أبنائها البررة، عثمان بن عبدالله بن مسفر آل عثمان، رئيس جمعية “صون” لحفظ النعمة، وقائد مشروع مجتمعي نبيل، كانت غايته حفظ الخير من الهدر، وتوزيع البركة بعدالة.

رجل لم تصنعه الأضواء… بل صنعها في ميادين العمل

لم يكن عثمان مجرد اسم إداري على أوراق رسمية، بل كان قلبًا نابضًا في العمل المجتمعي، يقود، يُشرف، يشارك، ويُلهم. قاد جمعية “صون” لتكون من أوائل الجمعيات التي تنال شهادة الآيزو على مستوى المحافظة، إنجاز لم يكن هدفه الشهادات بل ترسيخ ثقافة الجودة في خدمة النعمة، والناس، والمجتمع.

كان يردد دائمًا: “نحن لا نعمل لأجل التكريم، بل لنكرّم النعمة التي أنعم الله بها علينا.”

من الميدان التربوي إلى ساحات العمل التطوعي

امتدت مسيرة عثمان من أروقة التعليم كمشرف تربوي سابق، إلى ساحات التطوع كقائد وموجّه ومستشار، عرفه الجميع بصفاء سريرته، وبُعد نظره، وهدوئه الحكيم في اتخاذ المواقف. لم يكن يعلو صوته، لكن صدى أفعاله كان أوسع من كل ضجيج.

عثمان الإنسان… الأب، والصديق، والمُلهم

في حياته كان سندًا لأسرته، وملاذًا لكل من طرق بابه محتاجًا لمشورة أو دعم. وفي مجتمعه، كان الكل يعرفه بأنه “الذي إذا وعد، أوفى، وإذا قاد، عدل”.

وفي مماته، تجمّع القلوب قبل الأجساد، في جامع الملك بمحافظة الأفلاج، لتودّعه إلى المقبرة الشمالية، في مشهد يليق بمن عاش وفيًا، ورحل نقيًا.

وداعًا عثمان…

رحلتَ، لكنّ أعمالك باقية، ومواقفك تُروى، وجمعيتك التي أسستها ستبقى بإذن الله تحمل رسالتك، وتوزع البركة التي كنت أول من حفظها.

نم قرير العين، فقد أديت، وأخلصت، وبذلت…
وستظل ذكراك عنوانًا للوفاء في كل مجلس، ودرسًا في النُبل لكل من عرفك أو سمع عنك.

“إنا لله وإنا إليه راجعون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com