عش لنفسك لحظات

 

الكاتبة وداد بخيت الجهني

مشاغل الحياة كثيرة، واللهث الدائم معاها مستمر ،و أثقال الحياة لا تنتهي؛ ولكن ما المانع في أن يخصص الإنسان لنفسه وقت للاسترخاء والراحة يعيشه بطريقة هادئة كأنه مساج يُعالج كدمات الحياة ،يسرق نفسه من الناس ومعكرات الحياة ، ويبتعد عن كل ما يزعجه ويُهدد سلامه الروحي،و يُعيد فيها ترتيب مابعثرته الحياة.

يكون هو ملك نفسه ووقته ينقطع فيها عن العالم الخارجي، ويبتعد عن روتينه اليومي، وعن وسائل التواصل الاجتماعي بجميع أشكالها،يغرق في غيبوبة تُريحه من المشاغل، وغبار البشر، يأخذ فيها حصته من الحياة بدون واجبات، ومسؤليات، يجمع أنفاسه في نفس واحدة، وينفرد بها يعيش لحظات الهدوء لوحده ويجعل لنفسه برنامجًا يتيح له التمتع بكل مباهج الحياة منذ شروق الشمس حتى غروبها، يتواصل فيها مع نفسه.يُصاحبها هي فقط.

يسير بمفرده، يُمارس الجري، الهرولة، يتمشى وحده مع الموسيقى التي يُحبها،يُشاهد فيلمًا في السينما يستمع إلى أصوات نداء الطيور،يستنشق عبير الأزهار، يتنفس روائح الطبيعة التي تملأ الهواء،يُحدق في التأملات الليلية المبهجةو يتأمل الأرض بذهن صافٍ، يُلاحظ الشوارع، والناس، وتفاصيل المحلات، يكتشف أحياء لم يزرها من قبل دون أن يسمح لشاشات الجوال بالتقاطها أ وتوثيقها أومشاركتها مع الأخرين فالمتعة لأبد أن يصنعها داخله لا حوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com