على حافة الحرمان… مللت الانتظار

عبدالعزيز عطيه العنزي

كم من مرة وقفتُ على هذه الحافة اللعينة؟ تلك التي تفصلني عن كل ما أشتهي، عن كل ما أرتجيه. لستُ غارقًا في قاع الفقد، ولا أنا ملامسًا لجنّة الوصل. أنا هنا، معلّقٌ بين البينين، أرى النور ولا أبلغه، أسمع الصدى ولا أجد الصوت.

مللتُ هذا الانتظار المرير. مللتُ أن تكون أحلامي مجرد أطياف قريبة، لكنها أبدًا لا تتحقق. مللتُ هذا القرب الذي لا يشفي غليلًا، وهذا البُعد الذي لا يريح قلبًا. كل صباح يشرق، أجدني على ذات الحافة، أراقب ما فاتني، وأتخيل ما لن يأتيني.

لقد استنزفني هذا الحرمان القريب، هذا الفقد الذي يتظاهر بالوجود. روحي تئن، وقلبي يتساءل: إلى متى سأبقى أرقب الحياة من هذا الشق الضيق؟ هل قدر عليّ أن أظل على هذا الشفير، لا أمتلك ما أريد، ولا أستطيع أن أنسى ما حرمت منه؟

آن الأوان لأن أقرر: إما أن أقفز، أو أن أعود. فالبقاء على حافة الحرمان ليس سوى موت بطيء، يسرق الروح دون أن ينهي الجسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com