على مسرح الدنيا

بقلم؛ هيا عبد الجبار
٢٠٢٤/نوفمبر /٢١
على مسرح الدنيا أمنيات معلقة وأحلام متعثرة في اليقظة والمنام ورؤيا تراها أرواح لا أبصار خارج نطاق الدنيا من وراء الحجب تذهب وتعود ،تحمل البشائر .
على مسرح الدنيا نشاهد؛ صراع على السلطة وصراع من أجل الحب وصراع على الميراث وصراع من أجل الحياة .
والمسرح هو اقرب شيء إلى الحياة الواقعية بجميع مافيها وهو أجدر بالاهتمام لما فيه من أحداث وتقلبات .
والحياة عبارة عن مسرح كبير والبشر هم ممثلون على خشبة هذا المسرح المتعبة .
(وأنا الإنسان ) أجلس هنااااك على ذاك المدرج البعيد وأراقب الدنيا فأرى رجلا متسلطاً يهدد ويتوعد وتلك امرأة تصرخ وتستنجد وطفلاً يصيح ويبكي وفجأة تهب عاصفة قوية فينهار السقف ويجرفهم السيل وهم يستنجدون ويصرخون طالبين العون وممن يطلبون العون ؟ هل يطلبونه من البشر أم من رب البشر ! فتهدأ العاصفة فجأة ويحل الظلام والسكون والجوع والبرد ويبحثون لهم عن مأوى ولا يجدون يبكون يتألمون يمرضون فيموتون فيخيم الحزن على المكان ويسدل الستار.
ثم ..يلوح خيال في الأفق ، هل هو من البشر أم من الجن أو حيوان أو شجر، أراه يقترب من الموتى فيتبين لي أنه بشر جاء لكي يدفن الجثث ، بكى بحرقة دون جدوى فحفر قبورهم وواراهم الثرى وتولى عنهم من حيث أتى يجر خلفه أذيال اليأس والحزن والألم ويبحث له عن مكان يأوي إليه وقد انهكه التعب، فنام ليصحو بعدها على قوم يحيطون به تكاد نظراتهم تشل منه الأطراف من الفزع ..
فيأخذونه ويقتادونه إلى ذاك المكان الذي لايصلح للحياة فيبدأ مرحلة جديدة من العذاب فيقاسي الأمرين من هؤلاء البشر ، البشر الذي جاء ليدفنهم وجاء ليذرف الدمع عليهم فكيف يعذبونه وبأي ذنب يعذبونه وهو بشر مثلهم .
جعلوه في مكان لايليق بالبشر مكان مظلم مهجور تخاف أن تمر به الجن لكن الجن مرت هذه المره إذ علمت أن في المكان ضيف من الإنس فرقت لحاله وقررت أن تخرجه من هذا المكان المخيف ياالله كم هؤلاء الجن طيبون إنهم أرحم من البشر !
أخذوه إلى قصر في وسط جنة غناء ساحرة وقالوا له إطلب ماشئت نحن طوع أمرك فأنت أصبحت صديقاً لنا !
فكر قليلاً وحك ذقنه بخبث وقال إاتوني بكل عابر سبيل من الإنس ولا تأخذكم بهم شفقة أو رحمة فإني معذبهم ،قالت الجن سمعاً وطاعة أيها الإنسي فعلموه السحر وأصبح كبير السحرة يمارس أعماله الخبيثة على كل إنسان يمر في حياته دون ذنب خصوصاً الطيبون لأنه قرر أن ينتقم من (الطيبة ) فليس لها مكان على هذه الأرض !
أما الأشرار فمهد لهم الطريق لينتقموا من الضعفاء .
وتزوج من اصدقائه الجن جنية شريرة وأنجب منها
وقرر أن يهجر حياة البشر إلى الأبد بل إنه قرر أن يفرق بينهم ويدخل الشك والكراهية إلى نفوسهم وأرسل زوجته الجنية وأعوانها من الجن إلى كل الأزواج من البشر لتنتقم منهم وتنشر بينهم العداوة والبغضاء .
وفجأة ..
انتظرونا في المشهد القادم