عندما بكت طفلة

بقلم: منيرة السالمي
عندما بكت طفلة،
لم يسمعها أحد.
لا صوت يخرج،
ولا تنهيدة تشتكي،
فقط وجعٌ يسكن ملامحها،
وصوت داخلي
يملأ كل ذرة ألم.
كانت تسألني بصمتها:
لماذا خذلني العالم؟
ولماذا يسكنني الخوف
حتى في حضن الأمان؟
كنتُ أراها كل مساء،
تجلس على حافة الذاكرة،
تعدّ خيباتها كحبات المطر،
وتغسل قلبها بالدمع،
علّه يصفو…
لكن الدمع كان يزيد عتمتها.
كبرتُ… ولم تكبر هي،
ما زالت تلك الطفلة
تسكنني في صمتٍ عنيد،
تسألني: هل انتهى الوجع؟
ولا أجد جوابًا.
كل ما أعرفه،
أنني حين أغمض عيني،
أسمع بكاءها القديم
يستيقظ في داخلي،
يناديني لأضمّها،
فأحتضن نفسي…
وأبكي معها من جديد.



