عنق الزجاجة
بقلم: عبدالعزيز عطية العنزي
اللوحة للفنانة: فتون الغامدي
نعم نذهب ونعود ، وكما ذهبنا نعود من جديد؛ لنرسم الملامح على الطريق.
في متاهات الحياة نعشق ذلك البعيد الذي لا نعلم أين هو، ولكننا نبحث عن ماذا لا ندري ربما عن ذاتنا أو ملذاتنا أو هي مغامراتنا كما هي الريح تأتي لحظات ثم تستمر بالانطلاق من جديد إلى مكان جديد.
هل أنا في رحلة النسيان أم في رحلة البقاء؟! هناك أشياء أراها، وأقترب منها وأعيش داخل أعماقها ولكنها في لحظة تتلاشى ثم أعود من جديد إلى شيء آخر لا أدري ماذا أبحث عنه، هل أبحث عن ذلك الكنز المفقود؟. أم أنني أود الخروج من عنق الزجاجة ذلك السجن الذي أنا أعيش به ولا أعلم ماذا أفعل.
أرهقتني الحياة وأتعبتني الوجوه، وجه مبتسم وخلفه سكين تطعنني، ووجه عابس لا أعلم ماذا يخفيني منه، تغيرت الوجوه، وجه.. وجه.. وجه..بل أوجه صادفتني في كل اتجاهاتي. وتعثرت خطواتي، حتى أنني تعبت من هذا التواجد ومن هذا الرحيل.
أريد أن اخرج من عنق الزجاجة؛ لأعيش حياتي من جديد كما كنت سابقا، بضحكة لا تنسى، وبسمات تبقى للأبد، كيف أخرج من ذلك السجن وعنق الزجاجة ضيق ضيق جدا جدا؟!.