عيد الأضحى

كتبها: راشد بن محمد الفُعيم
سُمِّي العيد عيدًا لأنه يعود كل سنة ويتكرر بالفرح والسرور. ويحرُم صوم يوم العيد لأن مشروعية يوم العيد هي الفرح والسرور والأكل والشرب.
وللمسلمين عيدان: عيد الفطر، وهو بعد شهر رمضان، وعيد الأضحى، في اليوم العاشر من ذي الحجة.
وسمي عيد الأضحى لأن المسلمين يضحون بعد صلاة العيد وفي وقت الضحى يذبحون ضحاياهم.
الأضحية في الأصل ما يذبح من بهيمة الأنعام بوقت الضحى والضحى “الساعات الأولى من النهار” وهي أيضًا اسم سورة في القرآن سورة الضحى.
وأيضًا سنة الضحى ، وتسمى “صلاة الأوابين” وهي صلاة نفل يُسن أدائها بعد شروق الشمس .
وللعيد صلاةٌ خاصة به.
ويدخل وقت صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، أي ارتفاعها عن الأفق للناظر بقدر 15 دقيقة تقريبًا بعد الشروق.
ويتبيّن للقارئ أن العبادة لها وقت دخول وبداية، ووقت خروج ونهاية، وهذا فيه دليل على أهمية الوقت بالنسبة للعبادات.
وصلاة العيد عبارة عن ركعتين، في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل الشروع في القراءة،
وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات قبل الشروع في القراءة، مع رفع اليدين في كل تكبيرة.
ويُسن أن يقول بعد التكبير: “الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلًا”.
ويُسن أن يُقرأ في الركعة الأولى بسورة (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، وفي الركعة الثانية بـ (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)؛
أو يُقرأ في الركعة الأولى بـ (ق)، وفي الثانية بـ (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ).
وبعد انتهاء الصلاة تكون هناك خطبتان للعيد بينهما استراحة.
وخطبة العيد ليست كخطبة الجمعة؛ فخطبة الجمعة قبل الصلاة ولا يجوز الحديث فيها،
أما خطبة العيد فهي بعد الصلاة، ويُرخَّص للمصلي عدم حضور الخطبة، ويجوز الحديث أثناء الخطبة، والسلام، وردّ التحية، خلافًا لخطبة الجمعة.
وليس حضور خطبة العيد من الواجبات، إنما هي سُنّة، وكذلك صلاة العيد سُنّة مؤكدة.
والعيد موسم للفرح والسرور والاجتماع، وإهداء الهدايا، وزيارة الأقارب، ومعايدتهم، والإحسان للآخرين.
ويهنئ المسلمون بعضهم بعضًا في العيد بقولهم: “تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، عيدكم مبارك، من العايدين الفائزين.”
وفي عيد الأضحى يتم نحر الأضاحي وذبحها.
وأفضل ما تُذبح الأضحية في المنزل وبين الأهل والأبناء، بحيث يكون الفرح والسرور بإقامة هذه الشعيرة في المنزل، وتعليم الأبناء لإحيائهم هذه الشعيرة.
والذبح في المنزل أفضل من ذبحها في المسالخ.
ويُطبخ جزء منها، ويُؤكل منه في صباح يوم العيد، وتُوزّع أجزاء منها على الجيران، والأقارب، والفقراء، والأصدقاء.
ويُفضّل التوسعة على الفقراء في يوم العيد بإعطائهم من الأضحية.
ومدة ذبح الأضاحي أربعة أيام مع يوم العيد؛ فله أن يذبح في اليوم الأول من العيد، أو اليوم الثاني، أو اليوم الثالث، أو اليوم الرابع.
وأفضل الأضاحي: الغنم، ثم الإبل، ثم البقر.
وللأضحية فضل عظيم، وهي سُنّة عن النبي ﷺ.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ضحى النبي ﷺ بكبشين أملحين أقرنين، ذبَحهما بيده، وسمى وكبَّر، ووضع رجله على صفاحهما.”
واحد عنه وعن أهل بيته، والثاني عن من لم يُضحِّ من أمته ﷺ.
وللأضحية في الإسلام فضل عظيم وثواب كبير، فهي من أهم عبادات يوم النحر، يتقرب بها المسلمون إلى الله، وتُعبِّر عن طاعة لله وامتثال لأوامره.
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسًا.” رواه الترمذي وصححه الألباني.