فالح الحقباني.. حين تصنع الأسرة أبطال وطن

 

د. رشيد بن عبدالعزيز الحمد

حين تلتقي الإخلاص بالموهبة، ويجتمع الوفاء بالعمل، تظهر أمامنا نماذج وطنية تستحق أن تُروى قصتها، ويُحتفى بعطائها. من هؤلاء الدكتور فالح بن محمد الحقباني، الأكاديمي والتربوي المعروف، وأحد الوجوه المألوفة والمحبوبة لدى أبنائنا المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عمل في القنصلية التعليمية بالسفارة السعودية، وكان – بحق – السند والداعم لكل طالب، يعمل بصمتٍ وخلقٍ رفيع، لا يعرف الملل ولا الكلل.

ولأن المعدن الأصيل لا يخفى، فقد حمل الدكتور الحقباني روحه الرياضية معه منذ أن كان لاعبًا في نادي الرياض، فاستثمر خبرته في أبنائه عمار وسعود ويارا، وزرع فيهم حبّ رياضة التنس، وألحقهم بأفضل الأكاديميات في أمريكا، فكانت النتيجة أن أصبحوا أبطالًا في أعمارهم على مستوى الولايات المتحدة والعالم العربي.

وبإيمان المواطن المخلص، تواصل الدكتور فالح من أمريكا عام 2009 مع الاتحاد السعودي للتنس، عارضًا “بضاعته الغالية” – أبناؤه – لخدمة الوطن، فشاركوا في البطولات الخليجية والعربية والآسيوية، ورفعوا راية المملكة عاليًا. واليوم، يتصدر عمار وسعود المشهد في فئة الرجال بالمنتخب السعودي، وأسهموا بجدارة في تأهل المملكة للمجموعة الثانية (Group 2) ضمن منافسات كأس ديفيس الدولية، وهو إنجاز لا يتحقق إلا بوجود أبطال استثنائيين.

ولأن التنس رياضة الأسرة الواحدة، فقد كان النجاح ثمرة تعاون الأب والأم، إذ رافقت والدة الأبطال أبناءها كإدارية نشطة تعرف تفاصيل اللعبة وتعيش تفاصيلها.

ولم يقف عطاء الدكتور فالح عند حدود الدعم، بل شيّد منشأة رياضية تضم ملاعب تنس حديثة على أعلى طراز، تصلح لاستضافة أقوى البطولات الدولية، في مشهد يجسد الشغف والالتزام والإيمان بالوطن وأبنائه.

الحقباني مثال للمواطن الوفي، والرياضي المتواضع، والإنسان الذي يترك فيك أثرًا من الودّ والبساطة والمرح منذ اللقاء الأول. إنهم بحق أسرة بحجم التنس السعودي، وأحد أبهى وجوهه المشرقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com