فتيات الكشافة السعودية.. روح وثّابة في خدمة المعتمرين في رمضان

 

مكة المكرمة – ماهر عبدالوهاب

في مشهد يفيض بالعطاء والتفاني، تواصل فتيات الكشافة السعودية دورهن البارز في خدمة المعتمرين داخل المسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك، ضمن المعسكر الرمضاني الذي تُقيمه جمعية الكشافة العربية السعودية بالتعاون والتكامل مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة لخدمة المعتمرين والمصلين والصوام، حيث تجتمع روح التطوع مع شرف المكان والزمان، ليقدمن صورة مُلهمة للعمل الإنساني في أقدس بقاع الأرض.

 

أدوار متعددة لفتيات الكشافة

 

تتعدد أدوار فتيات الكشافة بالمسجد الحرام، ما بين إرشاد التائهين، وتقديم المساعدة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب المساهمة في تنظيم الحشود والتوعية بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وتنظيم المراجعين بالمراكز الصحية بروح مليئة بالحماس، وفي مشاهد تراهن يتنقلن، بين أروقة الحرم يساعدن المسنين على إيجاد الطريق المناسب وسط الزحام. ويقولن بصوت واحد: “شعور العطاء لا يُضاهى، ونحن هنا لخدمة المعتمرين بكل حب وفخر.”

رحلة عطاء لا تعرف المستحيل

وسط الزحام الروحاني للمصلين والمعتمرين، تتنقل فتاة الكشافة “شهد طرابلسي” ، تمد يد العون لكبار السن، وترشد التائهين نحو وجهاتهم، وعبرت لنا شهد عن تجربتها بقولها: “عندما أرى نظرات الامتنان في أعين المعتمرين أو الصوام أو المصلين، أشعر أن كل جهد نبذله هنا له معنى عظيم، لم يكن الأمر مجرد تطوع، بل هو رسالة إنسانية تشعرني بأنني أؤدي دوراً سامياً في خدمة ضيوف الرحمن.”

 

أما فتاة الكشافة “أسيل القصيمي”، فوجدت في هذه التجربة محطة لا تُنسى في مسيرتها، حيث تستذكر العديد من المواقف واللحظات التي تعلمها كما تقول من أن العطاء ليس فقط بالكلمات، بل بالأفعال التي تبقى أثرًا طيباً في القلوب.

العمل بروح الفريق والمساهمة الفا

فيما تقول فتاة الكشافة ” هند غازي” انهن يعملن بتناغم تام، مدعومات بخطط تنظيمية مدروسة قام بها قادة وقائدات الكشافة، حيث يتم تقسيم المهام لضمان تقديم أفضل الخدمات للمعتمرين، وترى في هذه التجربة درسًا في المسؤولية والعمل الجماعي بقولها: “كل لحظة هنا تعلمني معنى الالتزام والانضباط. نحن لا نعمل بشكل فردي، بل كفريق واحد، هدفنا تسهيل رحلة المعتمرين ليؤدوا عباداتهم براحة وسكينة.”

رسالة إنسانية تتجدد كل عام

تتجلى في ميدان العمل الكشفي القيم التي تعززها رؤية المملكة 2030، والتي تركز على تمكين المرأة وتعزيز ثقافة العمل التطوعي، أن فتيات الكشافة في المسجد الحرام لا يقدمن فقط المساعدة، بل يجسدن نموذجًا مشرفًا للمرأة السعودية القادرة على خدمة المجتمع بروح المبادرة والإخلاص.

ومع حلول كل ليلة رمضانية جديدة، تستمر شهد، أسيل، وهند، ومعهن العشرات من زميلاتهن، في بذل جهودهن بنفس الحماس والعزيمة، وهنّ يؤمنّ أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد عمل تطوعي، بل رسالة تحمل في طياتها روح العطاء والإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى