فهد المبدل.. شاعر طويق الأول وصوت الوطن في العصر الحديث

 

بقلم: [ محمد القميزي

 

في سماء الشعر السعودي الحديث، يتلألأ اسم فهد المبدل كواحد من أبرز الشعراء الذين حملوا على عاتقهم مهمة تجديد الكلمة الوطنية، وترسيخ الهوية الثقافية في وجدان الأجيال. إنه الشاعر الذي استحق عن جدارة لقب “شاعر طويق الأول”، في دلالة رمزية على شموخ كلماته وصلابة انتمائه.

 

شاعر الوطن.. وصوت الفخر

 

لم تكن القصائد الوطنية بالنسبة لفهد المبدل مجرد أبيات تتغنى بالوطن، بل كانت نبضًا حيًّا ينقل مشاعر المواطن السعودي، ومرآة تعكس روحه وحبه لملكيه وولي عهده حفظم الله . كتب شاعر طويق كلمات العديد من الأغاني الوطنية التي صدحت بها حناجر الفنانين في الاحتفالات والمناسبات الرسمية، ولامست القلوب ببساطتها وعمقها.

 

امتازت نصوصه الوطنية بالقوة والوضوح، حيث مزج فيها بين حرارة الانتماء ونقاء اللغة، بعيدًا عن التعقيد اللفظي أو المبالغة، ليصنع بذلك أغانٍ خالدة تحفظها الذاكرة الجميله لكل للسعوديين.

 

صانع الكلمة السعودية التراثية

 

عرف عن الشاعر فهد المبدل تمكنه من صناعة الكلمة التراثية السعودية العميقه بأسلوب عصري، حيث أعاد إحياء المفردات الشعبية القديمة، وغلفها بصياغة شعرية حديثة. كانت قصائده مرآة للمجتمع السعودي الأصيل، تنبض برائحة الصحراء، وتهمس بأصوات النخل، وتعكس حياة البادية والحاضرة.

 

بهذا التوجه، قدم المبدل جسرًا بين الماضي والحاضر، وشكل نموذجًا شعريًا فريدًا يربط الأجيال بتراثهم الثقافي، ويجعلهم يفتخرون بانتمائهم اللغوي والجغرافي.

 

ترسيخ الهوية في ذهن الجيل الجديد

 

لم يكن هدف فهد المبدل مجرد الإبداع، بل كانت له رسالة واضحة تجاه الأجيال القادمة. آمن بأن الشعر أداة فعالة لغرس القيم الوطنية، فكتب قصائد تعزز الانتماء والاعتزاز بالهوية السعودية، والفخر بهذا الوطن العظيم.

 

كما يحرص في ظهوره الإعلامي على التأكيد على دور الشعر في حفظ اللغة والموروث، وضرورة صونه من الذوبان في ظل المتغيرات الثقافية المتسارعة.

 

شاعر العصر الحديث

 

برغم ارتباطه العميق بالتراث السعودي العريق ، إلا أن الشاعر فهد المبدل أثبت أنه شاعر العصر الحديث. فقد استطاع المواءمة بين الأصالة والتجديد، وتناول في قصائده ملاحم تاريخيه وثقافية معاصرة. ، مؤكدًا أن الشاعر الحقيقي لا يعيش في الماضي، لا يصنع الحاضر بشعره لوطنه

 

 

خلاصة

 

إن تجربة شاعر طويق فهد المبدل الشعرية تمثل علامة فارقة في مسيرة الأدب السعودي الحديث. فقد قدم نموذجًا ملهمًا للشاعر الوطني والإنساني، الذي يحفظ جذوره، ويواكب زمنه، وينثر كلماته كما لو كانت رايات فخرٍ تعانق السماء.

 

هو بحق شاعر طويق الأول، وصوت المملكة الذي لن يخبو صداه في ذاكرة الوطن.

 

 

 

الكاتب محمد القميزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى