فوزٌ في غيبةِ الجُبِّ

بقلم – أميرة صبياني
كيفَ اقْتَبَسْتُكَ من نَهْرِي الذي أَرِدُ؟
وكيفَ يَجْمَعُ دِفْءَ الرَّاجِفِ البَرَدُ؟
بَلْ كيفَ صدرُكَ إذْ شِيدَتْ بهِ حِقَبٌ
من الرُّوَاةِ ، يُوارِي مَتْنَهُ السَّنَدُ؟
سِربٌ من الضَّوءِ عَنْ عينِ السرابِ علا
وما استقرَّ عليهِ العَجُّ والرَّمَدُ
قد كنتَ عَزفًا من الأفراحِ إذْ رَقصَتْ
بِكَ الحياةُ وغَنَّى الطائرُ الغَرِدُ
أَيْقَنْتُكَ القصرَ لِلآمالِ حينَ مشتْ
إليكَ سُحبِي، وإذْ مُدَّتْ بِكَ العُمُدُ
يا أيُّهَا المَارِدُ المنسيُّ…،بينَ يدي
عُمْرٌ يَفيءُ على إبحارِهِ الرَّغَدُ
شِعري…إليكَ نداءاتِي التي تَعِبَتْ
من العِتابِ وَأَعْلَى صوتَها النَّكَدُ
دعنِي أُحَرِّرُ ذاتِي كُلَّمَا نَسِيَتْ
لونَ الشَّتاتِ، وسَطرًا حِبرُهُ الزَّبَدُ
قد كُنتَ تَكتُبُنِي لِلرِّيحِ حيثُ صدى
وعدٍ يشيخُ ولم يُكتبْ لَهُ الوَلَدُ
ماكانَ جَرْيُكَ إلهامَ الصُّعودِ على
عُمرٍ يَضيقُ ولا وَجْدِي الَّذِي أَجِدُ
دعنِي لِفُسْحةِ هذا القيدِ إنَّ يدي
جِسرُ العُبورِ وَسِرِّي للرِّضَا مَدَدُ
فَكَمْ تبخترَ عندي الشعرُ حينَ سقى
لَحْني الشَّبابُ،وما شابَ الهوى صَلَدُ!
إنِّي هُناكَ بِقَلْبِ الغَيمِ أُمْطِرُ ما
يُمْلِي السُّكُونُ، وما يَهْمِي بِهِ الخَلَدُ
لِأَنَّنِي في غِيَابِ الجُبِّ فوزُ أنا
وأنتَ من يُشْتَرَى في بُعْدِهِ الرَّشَدُ