في صيف حراء الثقافي بمكة قافلة الإبل تجوب بالزوار
صالح الصواط – مكة المكرمة
شهدت فعالية قافلة الإبل المصاحبة لفعاليات صيف حي حراء الثقافي والمقُامة بالحي حتى 6 / 2 / 1446 هـ، حضورًا لافتًا وتفاعلًا كبيرًا بين زوار وأهالي مكة المكرمة.
ويأتي تقديم فعالية قافلة الإبل لتأصيل الارتقاء بالموروث السعودي الأصيل، إلى جانب إدراك أهميته الخالدة وقيمته الوطنية، عبر تسليط الضوء على تاريخ الإبل الممتد عند رجالات العرب في جميع الأحداث، بما يعزز من انسجام الإبل في المناسبات المختلفة التي تمر على حياة الإنسان، لما تشكله هذه الراحلة وما تحتويه من قوافل واستخدامات متعددة في الحياة، ولغرس حب التراث من خلالها والارتباط الوثيق بحياة الأجداد.
وشكل مناخ “قافلة الإبل” لفعاليات صيف حراء مقصدًا مليئًا بالإثارة والتنوع لمرتادي وزوار مكة المكرمة، وسط أجواء تفاعلية لما كانت عليها الإبل في الحقب الماضية وعلى امتداد العصور، من حيث مشاهدة الركوب وسير القوافل، وتجسيد مظاهر استخدامها، وكيفية الاعتناء بها وتربيتها، والتأمل في معجزة خلقها وقوة عظمتها، وكيف كانت بمثابة الوسيلة الرئيسية للحل والترحال آنذاك، وأحد أهم المستلزمات الأساسية في التنقل والسفر، إضافة إلى كيف أصبحت الإبل عاملًا رئيسًا لتسيير الكثير من الأعمال والمتطلبات.
وأوجدت فعالية “قافلة الإبل” بين الزوار بصيف حراء، صورة بانورامية عتيقة، في توظيف مظهر من مظاهر الاستخدامات التليدة والأثرية، ومحاكاة واقع حياة البادية في الأيام الخوالي أمام المرتادين، مع شرح كيفية تعدد منافعها وفوائدها، وطرق التعامل معها من المقتنين لها في عقود وقرون مضت، فيما شكلت على الصعيد ذاته دلالة ترفيهية ومنشطًا من مناشط السياحة في ظل ما تمثله من عمق في تعزيز الهوية الوطنية، وأحد قواعدها الغنية، لكونها مستمرة بشموخها وأنفتها، تقاوم بعزتها كافة المتغيرات، للتكيّف مع البيئة بكافة مستجداتها وأنواعها.