في طريقك لإسعاد غيرك… لا تنسَ نفسك

المستشار انس محمد الجعوان
في عالم مليء بالمسؤوليات والضغوط، نجد أنفسنا نسعى جاهدين لإسعاد من حولنا، سواء كانوا أهلًا، أصدقاءً، زملاء عمل، أو حتى غرباء. نشعر بالرضا عندما نقدم المساعدة، ونرى الفرح في عيون الآخرين، لكن في خضم هذا العطاء، قد ننسى أنفسنا ونُهمل احتياجاتنا العاطفية والجسدية. فهل إسعاد الآخرين يجب أن يكون على حساب سعادتنا؟
ولكن لماذا نميل لإسعاد الآخرين؟
1. الشعور بالرضا والإنجاز
مساعدة الآخرين تعطي إحساسًا بالإنجاز، حيث نشعر أننا نؤدي دورًا إيجابيًا في حياة من حولنا.
2. الرغبة في القبول والتقدير
أحيانًا، يرتبط إسعاد الآخرين برغبتنا في أن نكون محبوبين أو مقبولين في المجتمع.
3. القيم والتربية
الكثير منا نشأ على قيم العطاء والتضحية، مما يجعلنا نشعر بأن إسعاد الآخرين واجب علينا.
4. الإحساس بالمسؤولية
عندما نكون في مواقع قيادية أو نتحمل مسؤوليات أسرية، يصبح إسعاد الآخرين جزءًا من دورنا الطبيعي.
رغم أن العطاء جميل، إلا أن هناك حدًا دقيقًا بين العطاء الصحي والعطاء المفرط. عندما يصبح إسعاد الآخرين على حساب راحتك وسعادتك، قد تبدأ في الشعور بـ:
• الإرهاق العاطفي والجسدي
• الإحباط والاستنزاف النفسي
• الشعور بعدم التقدير عندما لا يُقابل عطاؤك بالمثل
• فقدان هويتك الخاصة بسبب التركيز الدائم على الآخرين
والأهم كيف توازن بين إسعاد الآخرين والاهتمام بنفسك؟
1. ضع حدودًا واضحة
لا بأس بقول “لا” عندما يكون الأمر فوق طاقتك. حدودك الشخصية تساعدك في الحفاظ على طاقتك وسعادتك.
2. امنح نفسك الأولوية دون شعور بالذنب
كما تهتم بمشاعر الآخرين، يجب أن تهتم بمشاعرك أيضًا. تذكر أن حب الذات ليس أنانية، بل ضرورة.
3. تعلم فن التفويض
ليس عليك أن تتحمل كل شيء بمفردك. اسمح للآخرين بمساعدتك كما تساعدهم.
4. خصص وقتًا لنفسك
سواء كان ذلك عبر ممارسة هواية تحبها، أو قضاء وقت هادئ مع نفسك، أو حتى الاستمتاع بلحظة استرخاء.
5. أعد تعريف العطاء
العطاء لا يعني دائمًا التضحية الكاملة. يمكنك إسعاد الآخرين بطرق لا تستنزفك، مثل تقديم الدعم المعنوي بدلاً من تحمل أعبائهم بالكامل.
6. راقب صحتك النفسية والجسدية
التعبير عن احتياجاتك، الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين، كلها أمور تساعدك على الحفاظ على توازنك الداخلي.
رسالة:
إسعاد الآخرين أمر جميل، لكنه لا ينبغي أن يكون على حساب سعادتك وراحتك. تذكر أن العطاء الحقيقي يبدأ من الداخل، فعندما تكون سعيدًا ومتزنًا، ستتمكن من تقديم السعادة للآخرين بشكل صحي ومستدام. لا تنسَ نفسك وأنت تنشر السعادة من حولك!