في ليلة الخامس عشر

بقلم: منيرة لافي الحربي
قمرٌ يتدلّى من ذاكرة السماء،
كأنه يبحث عن ظلِّه في وجهي.
يسكب نوره على وجعٍ قديمٍ نائمٍ في أعماقي،
كأن الضوء يحاول أن يعتذر نيابةً عن العتمة.
شيءٌ من الحنين يلوّح من بعيد،
وشرارةٌ من الرجاء تختبئ في صدري
كطفلٍ يخاف أن يكبر.
كلّ شيءٍ ساكنٌ إلا قلبي،
كأنه آخر ما يؤمن بالحياة
في هذا الصمت الكبير.
الألم يقرأ عليَّ فواتح الغياب،
والأمل يكتب لي رسائل بلا عنوان.
كم مرةً ماتت فيّ بداية،
ثم وُلدت أخرى من رمادها؟
كأنَّ النهاية ليست سوى قناعٍ مؤقتٍ لبدايةٍ أخرى،
وكأن الله يكتب لي بلغةٍ لا أقرأها إلا حين أتألم.
في منتصف كل شهرٍ قمري،
يذكّرني القمر أن التمام ليس كمالًا،
وأن النقصان وجهٌ آخر للامتلاء.
النور لا يشيخ،
هو فقط يغيّر شكله كي لا نملّه.
في ليلة الخامس عشر،
حين يغسل الضوء ملامح الليل،
أفهم أن الحياة لا تكتمل،
لكنها تضيء بما يكفي
لنمشي خطوةً أخرى في طريق الغيب.
وفي قلبي وعدٌ لا يخيب…
أن الغد – مهما اختبأ –
يعرف الطريق إلى ضوءه.



