في موقف إنساني نادر مواطن يتبرع بكليته لصديقه بعد 17 عامًا من الصداقة: دون علمه

طلال بن فهد – الرياض

في بادرة ضربت أروع معاني الوفاء والإنسانية والإخلاص، بادر المواطن شاكر فراج العتيبي بالتبرع بكليته لصديقه المقرّب، الذي رافقه على مدى 17 عامًا من الصداقة، بعد إصابته بفشل كلوي مزمن، مؤكدًا أن هذا أقل ما يمكن تقديمه لصديق كان له بمثابة الأخ والرفيق الوفي.

يقول المتبرع: “عرفت صديقي منذ أكثر من 17 سنة، وتقاسمنا الحياة بحلوها ومرّها، حتى أصبحت علاقتنا كالإخوان. وعندما أصيب بالفشل الكلوي، كان يتنقل بين جلسات الغسيل والعلاج، وهذا آلمني كثيراً رغم انه لم يطلب مني شيئًا. لكن وفاءً للعِشرة والصداقة، وحبًا في الخير، قررت أن أبادر من نفسي دون علمه”.
فذهبت وعملت الفحوصات ولم يتم التطابق بيني وبين صديقي فعلمت عن برنامج اسمه التبادل بين المرضى.
في هذا البرنامج آلية تسمح للمرضى الذين يحتاجون إلى زراعة كلى بالحصول على متبرع متوافق من خلال تبادل الكلى بين متبرعين غير متوافقين مع متلقيهم الأصليين ، فوافقت على هذا البرنامج، وتمت العملية بفضل الله على اكمل وجه.

وأضاف المتبرع بأن المبادرة لم تكن فقط إنقاذًا لحياة مريض، بل رسالة سامية أراد من خلالها المتبرع أن يلفت أنظار المجتمع إلى أهمية البذل والعطاء، لا سيما في ظل دعم الحكومة السخي للمتبرعين، وتكريمهم بمنح وسام الملك عبدالعزيز لمن يقوم بهذا العمل الإنساني العظيم.

ويختتم حديثه قائلاً: “رسالتي بسيطة: لماذا ننتظر أن يطلب منا الآخرون المساعدة؟ ولماذا لا نبادر بأنفسنا؟ الحياة قصيرة، وما يبقى منها هو الأثر، فليكن أثرنا خيرًا ورحمة ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com