قانديه : “الذئبة الحمراء” اضطراب في المناعة الذاتية ونصائح مهمة للمصابين

أكد استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه ، أن مرض الذئبة الحمراء ينتج عن اضطراب في نظام المناعة الذاتية لدى الإنسان، ولسبب غير معروف يصبح النظام المناعي نشطاً بصورة مفرطة ليهاجم الخلايا السليمة في الجسم، خاصة خلايا الكلى والرئتين والقلب والدماغ ، ولا يُعرف سبب وراء الإصابة بمرض الذئبة الحمراء على وجه التحديد، إلا أن أعراضه تظهر وتختفي على مدار فترة زمنية طويلة نسبياً، كما أن طبيعة هذه الأعراض تتغير بمرور الوقت مما يزيد من صعوبة تشخيص المرض ، ومن أبرز أعراض المرض ألم المفاصل ، الطفح الجلدي ، التعب ، الإعياء الشديد ، الحمى التي قد تدوم لأيام أو أسابيع.
وقال بمناسبة اليوم العالمي للذئبة الحمراء الذي صادف أمس العاشر من مايو 2025 ، إن هناك أنواع مختلفة من مرض الذئبة، وهي:
⁃ الذئبة الحمراء الجهازية ، وهو النوع الأكثر شيوعا من المرض يؤثر على معظم أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة.
⁃ الذئبة الجلدية ، وهي نوع من الذئبة الحمراء، يقتصر تأثيره الجلد فيظهر على شكل طفح جلدي في الأجزاء التي يتعرض فيها الجلد لأشعة الشمس على نحو مستمر.
⁃ الذئبة الناتجة عن الأدوية ، ويصاب بها المريض بسبب تناول دواء معين، نتيجة لرد فعل الجسم المبالغ فيه تجاه هذا الدواء، وعادة تظهر الأعراض بعد 3 إلى 6 أشهر من بدء تناول الدواء، ولكنها تختفي بمجرد إيقاف الدواء.
⁃ الذئبة الوليدية ، وهي نوع نادر من الذئبة الحمراء يحدث للرضع وحديثي الولادة نتيجة اكتساب الرضيع الأجسام المضادة الذاتية من الأم المريضة بالذئبة الحمراء.
وتابع د.قانديه : في الذئبة الحمراء يتحول نظام الجسم المناعي للدفاع ضد نفسه ويهاجم أجهزة الجسم المختلفة ، فالجهاز المناعي يفقد قدرته على التفريق بين المواد الغريبة والخلايا والأنسجة الذاتية ، ثم يجعل الجهاز المناعي الأجسام المضادة تتوجه ضد “الذات” ، وهذه الأجسام المضادة، وتدعى مضادات الأجسام الذاتية تتفاعل مع النفس لتشكل التعقيدات المناعية والتي تتراكم في الأنسجة ويمكن أن تسبب الالتهاب، وإصابة الأنسجة، والألم.
وأضاف: هناك بعض عوامل الخطورة للمرض مثل الجنس، حيث يكون أكثر شيوعًا لدى النساء ، العمر، على الرغم من أنها تؤثر في جميع الأعمار، إلا أنها غالبًا ما يتم تشخيصها بين عمر 15 – 45 سنة ، التاريخ العائلي ، الضغوط النفسية ، الإجهاد البدني.
وعن الأعراض قال د.قانديه:
قد تظهر العلامات والأعراض فجأة أو تتطور ببطء، وقد تكون خفيفة أو شديدة، وقد تكون مؤقتة أو دائمة، ويعاني معظم المصابين بها بالنوبات، وتسوء الأعراض والعلامات لفترة، ثم تتحسن أو تختفي تمامًا. كما تعتمد العلامات والأعراض على أنظمة الجسم المتأثرة، والتي تشمل آلام، تصلب وتورم المفاصل ، الإرهاق الشديد ، قروح في الفم والأنف ، طفح على الوجه (على شكل فراشة) أو في أماكن أخرى من الجسم ، ألم في الصدر ، ضعف وظائف الكلى ، حساسية من الضوء ، ضيق في التنفس ، جفاف في العين ، الصداع ، وتحول أصابع اليدين أو القدمين إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند التعرض إلى البرد أو في أثناء فترات الضغط النفسي.
وعن العلاج وتعايش المصابين مع المرض خلص د.قانديه إلى القول:
لا يوجد علاج لمرض الذئبة الحمراء؛ لكن تغيير نمط الحياة وأدوية معينة يمكن أن تساعد في السيطرة عليها، والتي تشمل مسكنات الألم ، الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية ، الأدوية المثبطة للمناعة ، الكورتيزون ، وللتعايش مع مرض الذئبة الحمراء وللتقليل من حدته، يجب على المريض الاهتمام بالراحة الكافية والنوم الصحي ، وتجنب التعرض لأشعة الشمس، وبما أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد تثير الذئبة، على المريض ارتداء ثياب تحميه من أشعة الشمس مثل، القبعة والنظارات، والقمصان ذات الأكمام الطويلة، إضافة إلى وضع كريمات واقية من أشعة الشمس ، كذلك يفضل تجنب مصادر الأشعة فوق البنفسجية بجميع مصادرها ، والحرص على ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي ، وفي حال شعر المريض بالتعب عليه أن يتوقف عن السير والعودة الى المنزل ، تناول الأكل الصحي والاهتمام بتناول الخضراوات والفواكه والقمح الكامل (الأسمر) ، والحد أو تجنب تناول الملح لتفادي ارتفاع ضغط الدم.