قصيدة لقاءٌ شاعري
الشاعر : عمر الجهني
ورأيت في ذاك اللقاء عجائبا
فحكايةٌ تثري المسامع في الورى
فتقولُ : يا عمّاهُ هل من سكّرٍ ؟
كي أنتشي من قهوتي كي أسكرا !
وخطيبها نظم الحكاية في الرؤى
حتى أبت كلماته أن تشهرا
شغفٌ يصيّرهمْ عمادةَ دولةٍ
من مسرح الأبداع نجمٌ أشعرا
فاق الغيوم محاسنا في بهجةٍ
من فتنة الوصف الشهيّ تجوهرا
كل القصائد في الخطيب جواهرٌ
وقصيدتي نحتت جمالا آسرا
أدلى بدلوهِ دون خوفٍ كاسرٍ
والقول فيهِ تلعثمٌ حتى ترى
أرض الخيال وجنّة الأموات يا
أم الهوى أرأيتِ كيف تبخترا ؟
مهد الرسالة والنبوءة أحمدٌ
فيكِ الرؤى لم تجرِ إلا كوثرا
طفلٌ صغيرٌ في مسارحكِ التي
قد أنجبت شهبَ الخطابة في القرى
من وقفةٍ شجّت ملامح والدٍ
من فرحةٍ .. أبني سيعلو المنبرا !!!
قال الكثير من المحاسن موجزا
حبّ الوليد لأهلهِ … كي تفخرا !
ورث العذوبة من أباه بلاغةً
والمبدعون بكلّ أرضٍ عنترا
فالشعر يولد ها هنا من قصّةٍ
من غصّةٍ حتما سيبعثُ شنفرى
فالجوع في أرواحنا يقتات من
أدب الحديث مشاعرا كي يبصرا
واليوم في أثر الخيال كواكبٌ
ومحابرٌ ستفيض يوما أنهرا
في طيبةٍ كلّ المحافلِ خطبةٌ
تجري كسيلٍ في البديعِ لتبهرا
حتى تورّدت الجميلة في الحيا
فتخضّبت تلك المحاسن أدهرا
في بهجةٍ ملأت سفوح جبالها
غنّت بحبٍّ للعظيم وأكثرا
ربّاه يا ربّ الكواكب والثرى
يا مالك الأكوان أعجبُ إذ أرى
تلك الحمائم في السماء تفرّدت
والغاب في حسن الطبيعة مسكرا
والنجم في سحر الفضاء بدهشةٍ
والمسجد النبويّ فيني عامرا
كلّ الخلائق دهشةٌ .. كل الجمال
بصورةٍ … سبحان من قد صوّرا !
والشمس والبدرانُ آيةُ فكرةٍ
هل في الثرى حيٌّ هنا قد فكّرا ؟
سبحان من جعل التعاقب دقّةً
فتباين الأزمان في لحظ الورى
عجبٌ عجابٌ خلق ربّي كلّهُ
فتبارك الرحمن حتى في الكرى.