كبار القدر
بقلم عبد العزيز الحسن
نحتاج للدراسات والأبحاث الخاصة المكثفة بكبار السن والوالدين، وكبار القدر، لتطبيق مفهوم “جودة الحياة لكبار القدر”
أسعدنا صدور قرار جارتنا الشقيقة قطر، بأن يكون لقب “كبار القدر” هو اللقب الذي يُطلق على جميع كبار السن، وذلك تقديرًا وتعظيمًا لجهودهم الأصيلة وتأسيسهم للدول والحضارات، وبناء وتربية الأجيال والشعوب التي أتت بعدهم.
إن كبار القدر يستحقون الاحترام والتقدير، ويجب أن نُقدّمهم على أنفسنا في كل التعاملات. كما يجب أن نوليهم الأهمية في جميع الفعاليات، سواء كانت أفراحًا أو أتراحًا.
يجب أن تكون لكبار القدر الأولوية في جميع الأماكن، مثل المساجد والمستشفيات.
إن حاجات كبار القدر لا تقتصر على الطعام والشراب والملبس والدواء، بل هي أبعد من ذلك بكثير؛ فهم بحاجة إلى المحبة والاهتمام. وهذا ينطبق أيضًا على الوالدين والأبناء، فالإنسان وبناؤه مقدس أكثر من الحجر والمباني.
كبار القدر قريبون من الله، ودعاؤهم أقرب للقبول، فأغتنموا الفرصة معهم قبل أن ينفد رصيدهم.
الكثير من كبار القدر فقدوا والديهم ورفقاءهم، مما جعل قلوبهم جريحة ونفوسهم مليئة بالأحزان والهموم والآلام.
إياك أن تظن أن كبار السن مجرد أشخاص يتقبلون الضعف. قد يرقدون ولا ينامون، يأكلون ولا يهضمون، يضحكون ولا يفرحون، يخفون دمعتهم تحت بسماتهم. كبار السن يؤلمهم بُعدك عنهم، وانصرافك من جوارهم، واشتغالك بهاتفك في حضرتهم. لم يعودوا محور البيوت وبؤرة العائلة كما كانوا.
كثير من الوالدين وكبار القدر ماتوا من القهر والخذلان
الحمد لله، نحن في بلاد الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين، حيث توجد عناية خاصة بكبار القدر شرعًا وقانونًا وعرفًا. فقد تأسست لدينا منذ عدة سنوات جمعية الذوق العام، وتم اعتماد تشريعاتها وقوانينها، مع معاقبة من يتخلف عن تنفيذ بنودها في خدمة البلاد وكبار السن، كما تم تأسيس بعض المراكز والجمعيات الهامة.
كلمة “كبار القدر” هي كلمة عظيمة، وأتمنى أن يتم تعميمها في جميع دول العالم، من حيث الجودة والقيمة الدولية للمتقاعدين، والمدن الطبية والترفيهية المخصصة لهم، والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم المتنوعة.
أتمنى من وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية أن تقوم بعمل مسح وتقييم لأوضاع طالبي التقاعد، ودراسة ظروفهم واحتياجاتهم من مسكن وعلاج وحاجات خاصة.
إن لكبار القدر حقوقًا علينا جميعًا، فعلينا المبادرة في التفاعل والتعامل الراقي معهم بما يليق بعطائهم وإنجازاتهم. فبدونهم لم نحقق ما حققناه من نجاحات وإنجازات.
أتمنى أن تكون لهم الأولوية لدى جميع الجهات العامة والخاصة، وعلى المستوى الاجتماعي، حيث يُكرر البعض تمكين الشباب، ويتجاهلون كبار القدر.
كلنا مع كبار القدر، ولنعاملهم بما يليق بمقامهم. لنحتفل ونفرح بهم، ولنفتح مجالسنا لهم، ولنشعرهم بمكانتهم.
جمعه جامعه بقبلات على رأس كبار القدر قدرا والوالدين إحتراما
من أجمل ما قرأت عن كبار القدر. يتعلم الأبناء التعامل معنا عند الكبر تماما مثل ما نعامل نحن اليوم والدينا. لنكن مثلا أعلى و نموذجا يحتذى به أبناءنا.