كلمة شكر وتقدير – بعد نجاح دورة مهارات العرض والإلقاء في معهد الإدارة العامة بجدة

د. وسيلة محمود الحلبي

في معارج الإبداع، حيث تتعانق الفكرة بالموهبة، ويُصافح الجهد ضوءَ التميز، تشرقُ برامج لا تُشبه سواها، وتُولد تجارب لا تنتمي لزمنٍ محدد، بل تخلّد ذاتها في ذاكرة المنجزين. وكان من تلك اللحظات الفارقة، ما شهدناه في برنامج مهارات العرض والإلقاء الذي أقيم في معهد الإدارة العامة بمنطقة مكة المكرمة، على امتداد خمسة أيام ناطقة بالحيوية، مفعمة بالفكر، متوشحة بثقافة الأداء الرفيع.
كانت الدورة أشبه بس symphony متناغم، كل نغمة فيها رُصفت بإتقان، وكل حركة وُلدت عن وعي، وكل فكرة خرجت من رحم الإبداع لا من صلب التكرار. وكان في قلب هذا المشهد المتوهّج، قامة تربوية وإعلامية، لم تأت لتُدرّب فحسب، بل لتُبهر، وتُحيي، وتُحرك مكامن التألق الكامن في كل متدرب ومتدربة. إنها المدربة الأستاذة دعاء الوافي، التي لم تُقدّم محتوى بقدر ما قدّمت روحًا، ولم تتكئ على الشرح بقدر ما استنهضت الوعي، ولم تكتفِ بالمنهج بل تجاوزته نحو أفق من الحداثة والتفاعل الإبداعي.

كانت الأستاذة دعاء الوافي أشبه بمحرّك معرفي نابض، تُتقن لغة الصمت كما تُتقن نبرة الإلقاء، وتُمسك بخيوط الحضور مثل مايسترو يُنظم لحنًا من الأصوات والأنفاس والأفكار. شكّلت من اللحظة منصة، ومن النص مسرحًا، ومن التفاعل بركانًا من الدهشة النبيلة.
ولأن عظمة القائد تُقاس بما يثيره من حراك لا بما يُمليه من تعليمات، فقد كانت الدورة حافلة بأسماء لامعة، وطاقات ناهضة، وضمائر حيّة شاركت في خلق مشهد لا يُنسى. وكان للحضور من الإعلام والتعليم والقطاعات الحكومية أثرٌ مدهش، أكّد أن هذه الدورة لم تكن فقط مناسبة تدريبية، بل مساحة للارتقاء الجماعي، للحوار المهني، للتلاقح المعرفي، ولإعادة رسم مفاهيم العرض والإقناع في زمن باتت فيه المهارة جوهر التميز.

ومن منابر الامتنان، نتقدم بالشكر العميق لمن كان لحضورهم ومشاركتهم قيمة مضافة:من الإعلام:
• الإعلامي أحمد الثقفي•الأستاذ علي الشيخ• الأستاذ بندر العتيبي
• الأستاذ نواف الزهراني.
ومن المتدربات المتميزات:
• الأستاذة سارة العمري• الأستاذة سلسبيل كتبي •الأستاذة سميرة الشهري
• الأستاذة عائشة القحطاني
• الأستاذة منيرة الدوسري
• الأستاذة هدى الغامدي
• الأستاذة أسماء السفري
• الأستاذة بدرية البلادي
• الأستاذة صالحة القرني
• الأستاذة عبير الزهراني
كنتم – جميعًا – صُنّاع تميز حقيقي، وصدى لأداء لا يُختزل بكلمة، ولا يُطوى بانتهاء جلسة. لقد أعدتم تعريف القاعة، فصارت مسرحًا يتقن أبطاله فن الظهور المتزن، ويعي جمهوره جمال التأثير الواعي.

وإذ نُسجّل هذه الكلمة، فإننا لا نُسجلها على ورقٍ فقط، بل في ذاكرة الاعتزاز، وفي سجل الشكر، وفي صفحات الإنجاز المؤسسي الذي نفخر به.
وشكر خاص لمعهد الإدارة العامة بمنطقة مكة المكرمة، هذا الصرح العريق الذي أجاد التنظيم، وأحسن الرعاية، وجعل من التدريب رسالة ترتقي بالمجتمع نحو الأفضل.
ولأنتِ يا أستاذة دعاء الوافي، يا ابنة الفكرة، وصاحبة الحضور النابض، ومديرة اللحظات والايام بالمعهد وقت التدريب التي لا تُنسى…
أنتِ من صنع من الحرف جناحًا، ومن التدريب أفقًا، ومن التفاصيل جسرًا نحو التميز.
لكِ منّا كل الثناء، وكل العرفان، وكل المحبة الصادقة، من قلوبٍ تعرف ماذا يعني أن تزرع أثرًا وأن تترك بصمة.

منبر البيان

أيا منبرَ البيانِ ومنهجَ الحكماءِ
ويا سحرَ اللفظِ في جفنِ الأدباءِ

ويا صوتَ من علا فارتقى بفكرٍ
يُضيءُ الدربَ في عتمةِ الظلماءِ

دعاءُ النُبلِ فيكِ النورُ متقدٌ
وفيكِ سِحرُ البيانِ بلا ادّعاءِ

خطابُكِ الحسنُ مرآةُ التجلي
وصوتُكِ الصدقُ في صَفحَةِ النُبلاءِ

وإلقاؤكِ الحيُّ، بل نَفَسُ الفصاحةِ
تسيرُ به الحروفُ على الماءِ

إذا قُلتِ، انتبهَ الحرفُ وانسدلَتْ
على السامعينَ أسرابُ البهاءِ

فأنتِ المدرسةُ الكبرى لملهمةٍ
تحاكي المجدَ في صمتِ النُساءِ

خُطاكِ للفكرِ أبوابٌ مبلّلةٌ
بضوءِ الحكمةِ، تُروى من سماءِ

لكِ الأسلوبُ، إبداعٌ ومرجعيةٌ
وحرفُكِ عطرُ فجرٍ في المساءِ

سَمتْ بكِ القاعةُ البيضاءُ فاخرةً
وصارَ الحرفُ تاجًا في العطاءِ

وما بينَ التدريبِ المُحكمِ اشتعلتْ
مواويلُ التميّزِ في الصفاءِ

فكلّ متدربٍ فيكِ قد وجدَتْ
خطاهُ بوصلةً نحوَ السَناءِ

فبوركتِ، يا من حصدتِ التقديرَ
من أفواهِ النجومِ النابغاءِ

دعاءُ، يا نبضَ الإلقاءِ في زمنٍ
توارى فيهِ ضوءُ الأصفياءِ

كتبتِ فصلاً من الإبداعِ نقرؤهُ
إذا خفتَ القلمُ في كفِّ الرُواةِ

لكِ الدعاءُ، بأوزانٍ مُذهّبةٍ
كأنّها الدرُّ في جيدِ الرجاءِ

وما سُطرَ الحرفُ إلا وابتدأ باسمكِ
دعاءُ النورِ، يا أنقى الدُعاءِ

اهداء من
شاعر أوتار القلم – أحمد عبدالغني الثقفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى