كل شيء للبيع: قرار الرحيل

عبدالعزيز عطيه العنزي

إنه شعور غريب، هذا الهدوء الذي يسبق الرحيل. أتجول بين أركان بيتي، كل زاوية تحمل في طياتها حكاية، وكل قطعة أثاث تهمس بذكرى. لوحات “للبيع” أصبحت تزين الجدران، تُعلن بوضوح عن نهاية مرحلة.

لم يعد أي شيء هنا يخصني حقًا، فكل شيء بات معروضًا للبيع. الكراسي التي جلست عليها، الطاولة التي جمعت أحبائي، حتى الكتب التي قرأتها مرارًا وتكرارًا. كل هذه الممتلكات، التي كانت يومًا جزءًا لا يتجزأ من حياتي، أصبحت الآن مجرد أغراض تنتظر مالكًا جديدًا، فصلًا آخر في قصة مختلفة.

لا أبحث عن استبدال، ولا عن نسيان. الذكريات ستبقى محفورة في القلب والروح، لا يمكن لأي ثمن أن يشتريها. إنها رحلة إلى المجهول، مغامرة تحمل في طياتها الوعد ببدايات جديدة، بصفحة بيضاء تنتظر أن تُكتب. هذا التخلي ليس خسارة، بل هو تحرر من القيود، خفة تتيح لي التحليق بعيدًا.

لقد قررت الرحيل. ولأنني قررت الرحيل، فكل شيء هنا للبيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com