كنت هناك… ومعي كتابي

بقلم/ بشائر الحمراني

لم تكن زيارتي لمعرض المدينة للكتاب مجرد زيارة.

هذه المرة لم أدخل كقارئة تبحث عن كتاب… بل دخلت وأنا أحمل كتابًا بين يدي… كتاب كتبته أنا.

مررت بالأبواب ذاتها التي كنت أمر بها متخفّية، متأملة، متلهفة لشراء كتابٍ يشعرني أنني مرئية…
لكن هذه المرة، كنت أنا الكتاب.
أنا الحبر، وأنا الورق، وأنا الصوت الذي طالما بحث عن نفسه وسط ضجيج هذا العالم.

في زيارتي الأولى لمعرض المدينة، لم أكن “زائرة”، بل كنت “كاتبة”.
هذه الكلمة وحدها كانت أكبر من أن أُطقها على لساني… لكن قلبي كان يهتف بها بكل رعشة.

كنت أراقب العيون التي تتصفح كتابي، الأيادي التي تلتقطه بخفة، والأنفاس التي تتوقف لحظة عند العنوان:
“متحدثة في عالم أصم.”

وكل لحظة كنت أهمس لنفسي: “هل هذا حقيقي؟”

رأيتُ الفتاة التي كنتها، تقف خلف الزجاج، تلوّح لي بفخر.
الفتاة التي كتبت في الظل، وبكت أمام صفحة بيضاء، وترددت ألف مرة قبل أن تعلن صوتها.
لكنّها أخيرًا… وصلت.

ولم يكن أجمل من لحظة أن تقف إحداهن أمامي وتقول:
“هذا الكتاب يشبهني.”
أو أن تهمس أخرى:
“أنا كنت أحتاجه.”
أو أن تكتب إحداهن:
“شكرًا لأنكِ تحدثتِ عنا ونحن صامتات.”

في معرض المدينة… لم أكن فقط أوقّع كتابًا.
كنت أوقّع على صدق التجربة، على ثقل الصمت، وعلى لحظة انتصار تشبه النجاة.

هذه زيارتي الأولى ككاتبة،
لكني على يقين…
أنها ليست الأخيرة.

………………

وإذا كان للصمت لغة…
فهذا الكتاب يتحدثها بطلاقة.

تعال، واقرأ ما لا يُقال…
في جناح دار ورقاء | A74
معرض المدينة المنورة للكتاب – حتى ٤ أغسطس

#متحدثة_في_عالم_أصم
#بشائر_الحمراني
الكتاب ينتظرك… بس ما راح ينطق إلا بقلبك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com