لا تهتم لصغائر الأمور …فهي لا تناسبك

بقلم / فوزية علي الوثلان
في هذه الحياة، تتباين النفوس كما تتباين الجبال في الارتفاع. هناك من يقف عند السفوح يلتقط فتات المديح ويقتات على صغائر الأمور، وهناك من يشق طريقه بثقة وثبات نحو القمم العالية، لا يلتفت لصوت المصفقين ولا يتأثر بهتاف المادحين.
صغائر الأمور لها ناس، هم أولئك الذين يلهيهم البريق الزائف والمدح المجامل، يكثرون الكلام في المجالس، ويختفون عند مواقف الجد والأفعال. يعيشون على ضجيج اللسان لا على صمت الإنجاز، وعلى مظاهر التفوق لا على جوهره.
أما كبائر الأمور، فلها ناسها. أولئك الذين يعرفون أن الطريق إلى القمة لا يُفرش بالثناء، بل بالعمل، بالصبر، وبالإيمان بأن الله وحده هو الموفّق والمعين. يسيرون بخطى ثابتة، يثقون بالله أولًا وآخرًا، ويجعلون من أعمالهم ترجمانًا حقيقيًا لما يؤمنون به.
هؤلاء الناجحون لا يبحثون عن التصفيق، بل عن أثرٍ يبقى بعدهم. شعارهم الدائم:
“دع أفعالك تتحدث عنك، لا أقوالك.”
فالأقوال تزول مع الوقت، أما الأفعال فتبقى شاهدة على أصحابها، ترفع أسماءهم إلى حيث لا يصل صوت المديح، وتُخلّدهم في ذاكرة الحياة