لا للتنمر… نعم للقبول والتسامح

 

بقلم/ لمياء المرشد

مع بداية العام الدراسي الجديد، تعود المدارس لتفتح أبوابها، وتستعد الأروقة والفصول لاستقبال أصوات الضحكات والأحلام. لكن، وسط هذه الأجواء المليئة بالحماس، هناك رسالة إنسانية يجب أن نتوقف عندها: رسالة التربية على القبول، والاحترام، ونبذ التنمر.

إن التنمر ليس مجرد “مزحة ثقيلة”، بل جرح نفسي قد يترك أثرًا طويلًا في قلب طفل بريء. لذلك، من واجبنا كأولياء أمور ومربين أن نغرس في أبنائنا منذ الصغر قيم التعاطف، وأن نعلمهم أن الاختلافات بين الناس ليست سببًا للاستهزاء أو الاستبعاد، بل فرصة للتعرف على الجمال في تنوع البشر.

فلنُعلِّم أبناءنا أن الطول أو القِصر، النحافة أو السمنة، لون البشرة أو نوع الحقيبة المدرسية… ليست معايير لتقييم الآخرين. فكل طفل يحمل أحلامًا وطموحات تستحق أن تُحترم وتُقدَّر، سواء جلس على المقعد الأمامي أو الأخير.

كما أن وجود طالب يفتقد أحد والديه أو يعيش ظروفًا خاصة لا يقلل من قيمته، بل يضاعف حاجتنا لاحتوائه. وهنا يأتي دور الأسرة والمعلمين في تذكير أبنائنا أن المدرسة ليست فقط مكانًا للتعلم الأكاديمي، بل هي ساحة للحياة، للتجربة والاكتشاف، لبناء الثقة بالنفس وتكوين الصداقات.

فلنوجه أبناءنا أن يبحثوا عمّن يجلس وحيدًا، وأن يفتحوا له باب الصداقة. كلمة طيبة، ابتسامة صادقة، أو مشاركة بسيطة في اللعب قد تُغيّر يومًا كاملاً في حياة طفل.

لنزرع في قلوب أبنائنا أن المدرسة للجميع، وأن الاختلاف هو ما يصنع جمال المجتمع.

ولنردد معهم:

لا للتنمر… نعم للتسامح، نعم للإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com