لتلك التي رحلت

بقلم : ديمة الشريف
أن الحياة رحلة قصيرة
الرحلة الأخيرة في حياتها الدنيوية في آخر سفره لها .
ذهبت لرحلة علاج في مدينة ما .
وعاد جثمانها إلى مكة المكرمة لتنفيذ وصيتها الأخيرة أن يصلى عليها في المسجد الحرام في ظل تلك الجموع الغفيرة لينال أجر صلاة الجنازة وتنال أجر صلاتهم وبركة دعواتهم الطيبة .
فلا تحمل حقد ولا حسد على أحد
ترى السيارة مستمرة في سيرها
والقطار في مساره السريع نحو وجهتها الأولى في رحلة جديدة إلى مدينة ما .
فنحن نفارق الأحبة من حولنا في أقل من لحظة .
توقف القلب وترفعت الروح الى بارئها ودفن الجسد تحت الثرى .
فلا يعلم الإنسان عن موعد رحيله بلا عودة والموت لا يستأذن للرحيل ؟
لتلك التي رحلت خفيفة على القلب حسنة المظهر وبشوشة الوجة كما عهدناه في دار الدنيا فهي ذات الروح الطيبة والوجة المبتسم هي آية في الجمال .
يرحل الجسد ونشعر بروحه تطوف حولنا كأنه لم يرحل عنا .
الإنسان يحتاج منا بعد رحيله إلى الصدقة ، الدعاء ، الاستغفار .
مسكنها بالقلب ونضمّها بين دعواتنا في ظهر الغيب وبمالنا تتصدق عنها .
كما جاءت نسمة ورحلت نسمة .
نحن ندرك حقيقة الموت
ويزداد ذلك بفراق الحبيب الذي رحل وغاب جسده ورفعت روحه للسماء
اللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها واكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الخطايا كما نقيت الثوب الابيض من الدنس .