مختص : “السهر الصيفي” للأبناء برفقة الجوال سلوك يربك الهرمونات ويضعف المناعة

غيدا موسى – جدة
أوضح طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن موسم الصيف يعتبر من أكثر المواسم المؤثرة في جودة النوم بسبب “السهر” عند الأبناء ؛ إذ إنه مع الإجازة الصيفية لا يكون هناك أي علاقة بالمدارس، وبالتالي فإنهم يسهرون إلى أوقات متأخرة من الليل؛ وهو ما يعيق جودة النوم ويربك آلية إفراز الهرمونات المهمة والضرورية لضبط الساعة البيولوجية؛ ومنها الميلاتونين وهرمون النمو.
وأضاف: “النوم الصحي هو الذي يضمن إفراز هرمون الميلاتونين بشكل صحيح ليلًا؛ فالهرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دورًا مهما في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، ويكون أعلى مستويات إفرازه في ساعات الليل المتأخرة ، ثم يبدأ في الانخفاض تدريجيًا استعدادًا للاستيقاظ”.
وأشار إلى أن السهر المفرط يعزز ضعف المناعة، ويسبب اضطرابات في قراءات السكر والدهون وضغط الدم، بالإضافة إلى التوتر العاطفي والتسرع وعدم الانضباط في اتخاذ القرار، بجانب تحفيز الشعور بالجوع والإحساس المستمر بالرغبة في التهام المزيد من الطعام، وبالتالي زيادة الوزن؛ إذ إنّه يساعد على الإفراط في إنتاج المواد الكيميائية للإجهاد.
وتابع د.ضياء أن من السلوكيات الخاطئة أيضا في الصيف السهر برفقة الأجهزة الإلكترونية وتحديدا إلى ما قبل النوم،فللأسف بعض الأطفال يواصلون السهر مع أجهزتهم الإلكترونية في غرف نومهم ولا يتركون الجهاز إلا بعد أن يجدوا حدة التثاؤب قد زادت، وهذه الإشكالية لا شك يترتب عليها انعكاسات غير صحية على الجسد، فالأطفال في مرحلة نموهم يحتاجون إلى اهتمام أكبر بحالتهم وصحتهم حتى لا يتعرضوا لمشاكل تؤثر على نموهم وعقولهم.
وزاد: ومن المشاكل أيضًا أن استخدام الشاشة قبل النوم يعمل على تحفيز الأطفال وزيادة نشاطهم، وبجانب ذلك نجد أن الضوء الأزرق الصادر من أجهزة التلفزيون وشاشات الحاسوب والهواتف والأجهزة اللوحية قد يقلل من مستويات الميلاتونين، ويؤخر الشعور بالنعاس، وقد يميل الأطفال إلى البقاء حتى وقت متأخر في الألعاب الإلكترونية.
وتابع أن من إيجابيات النوم المبكر تعزيز الحالة النفسية للطفل، ما يساعده على التخلص من العصبية الزائدة التي يعاني منها معظم الأطفال ويقلل من العناد، بجانب الحماية من المشكلات السلوكية لدى الأطفال، فالأطفال الذين لم يحصلوا على ساعات كافية من النوم تكون لديهم مشكلات سلوكية، ومنها العناد وفرط الحركة والعصبية.
وختم د.ضياء حديثه بقوله : يجب تعويد الأطفال على النوم الصحي وعدم التساهل في هذا الأمر حفاظاً على سلامة صحتهم، ومنعهم من اصطحاب الأجهزة إلى غرف نومهم والتي خصصت أساسًا لحصول الجسم على ساعات كافية من النوم وبعيدًا عن مؤثرات تعيق جودته، ففسيولوجية النوم واليقظة لدى الإنسان تلعب دورًا في تنظيم وظائف جهازه المناعي.