مختص : “هاشيموتو” الدرقية يزيد فرص التعرض لـ”هشاشة العظام”

كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن الدراسات الطبية العالمية أثبتت وجود علاقة بين التهاب الغدة الدرقية “هاشيموتو” وزيادة فرص التعرض لهشاشة العظام ، إذ يعتبر مرض
هاشيموتو اضطراب مناعي ذاتي يؤثر في الغدة الدرقية ، بينما تنتج الغدة الدرقية هرمونات تساعد على تنظيم العديد من الوظائف في الجسم ، مبينًا أن الاضطراب المناعي الذاتي هو مرض ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي للأنسجة السليمة ، وفي حالة داء هاشيموتو تتسبب خلايا الجهاز المناعي في موت الخلايا المنتجة لهرمونات الغدة الدرقية ، ويؤدي هذا المرض عادة إلى انخفاض في إنتاج الهرمونات (قصور الدرقية).
وقال تزامنًا مع اليوم العالمي للغدة الدرقية ، إنه وفقا لبعض التقارير الصحية العالمية وجد أن 95 من مرضى هاشيموتو من النساء أي أكثر شيوعا بنسبة 15 – 20 مرة لدى النساء مقارنة بالرجال ، خاصة عند النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين ال30 و50 عاما ، كما وجد أن خلل وظائف الغدة الدرقية لديهن يُضعف صحة عظامهن ومفاصلهن، ما يزيد من مخاطر تعرضهن لهشاشة العظام وهو مرض عظمي يتطور عند انخفاض كثافة المعادن في العظام وكتلتها، مما يؤثر على جودة العظام وبنيتها ، ويؤدي ذلك إلى انخفاض قوتها، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور ،
وهناك عدة أعراض أخرى لهاشيموتو مثل تضخم الغدة الدرقية ، تعب، ألم المفاصل والعضلات ، إمساك ، بشرة شاحبة وجافة ، زيادة الوزن ، تساقط الشعر, أظافر هشة ، تضخم اللسان ، وجه منتفخ ، اكتئاب ، بحة في الصوت، مشاكل في الذاكرة ، الحساسية للبرد ، مشاكل في الحمل ، وقد تكون مدة النزيف الحيضي أطول من المعتاد.
وتابع : عدم المتابعة الجيدة لتعويض هرمون الغدة الدرقية يزيد فرص فقدان العظام ، وهذا يدعو المصابين بالغدة الدرقية ويخضعون للعلاج الهرموني الحرص على صحة العظام لا سيما عندما يستهدف العلاج مستويات منخفضة من هرمون TSH ، لكونه اضطرابًا مناعيًا ذاتيًا، ويمكن أن يؤثر قصور الغدة الدرقية على عمليات إعادة تشكيل العظام ، ومن هنا
تساعد اختبارات وفحوصات كثافة العظام على قياس تركيزات المعادن في العظام في نقاط معينة من الجسم، وذلك للحصول على فكرة عامة عن صحة العظام.
وحول سؤال لماذا النساء أكثر عرضة لمشاكل الغدة الدرقية يقول د.ضياء:
السبب ارتباط الهرمون الأنثوي الإستروجين بهرمون الغدة الدرقية ، فاضطرابات الغدة الدرقية غالبًا ما تكون ناجمة عن استجابات المناعة الذاتية، حيث يبدأ الجهاز المناعي للجسم في مهاجمة الغدة الدرقية الخاصة به ويعتقد بعض الخبراء أنه من المحتمل أن يكون مرتبطًا بعوامل وراثية وبيئية ونمطية ، إذ يحفز هرمون الاستروجين نمو هرمون الغدة الدرقية وكذلك البروتين الذي يرتبط بهرمون الغدة الدرقية، وتتقلب مستويات هرمون الاستروجين في مراحل مختلفة من حياة المرأة وغالبًا ما يظهر قصور الغدة الدرقية ، في سن الحيض، والبلوغ، والحمل، والرضاعة، وانقطاع الطمث، ونظرا إلى أن أمراض المناعة الذاتية تؤثر أيضًا على الغدة الدرقية لذا يجب فحص الهرمون على وجه التحديد خلال هذه المراحل من حياة المرأة.
وينصح د.ضياء في ختام حديثه بضرورة العلاج الشمولي للأمراض المناعية والذي يشمل اختبار حساسية الطعام حيث اُظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة بين مرض هاشيموتو وحساسية الطعام خاصةً ( الغلوتين ) ، حيث نشرت مجلة فرونتير للتغذية العام الماضي بحثا شمل 85 مريضًا مصابًا بهاشيموتو أستنتج أن هؤلاء المرضى أكثر عرضة للإصابة بعدم تحمل الطعام مقارنة بالأصحاء. كما اوصى باتباع نظام غذائي متوازن، مع تجنب الأطعمة التي تسبب الالتهابات وتفاقم أعراض المرض أو الحساسية، مثل الغلوتين (وهو نوع من البروتينات يتواجد في القمح، والشعير) والبان البقر والأطعمة المصنعة والأطعمة الغنية بالسكر المكرر والابتعاد عن التدخين لأنه يُضعف وظيفة الغدة الدرقية، ويُحفز تطور تضخم الغدة الدرقية ، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص اليود.