(مرآة القلب قلم) …حوار مع الكاتبة آمال يحيى قوفشي

بقلم/ بشائر الحمراني

في كتابها «مرآة القلب قلم» تفتح الكاتبة آمال يحيى قوفشي نافذةً واسعة على العاطفة الإنسانية، لتجعل من القلم مرآةً صافية تعكس ما يعجز اللسان أحيانًا عن قوله. كتابها الأول لم يأتِ في قالبٍ تقليدي، بل خرج عفويًا مشبعًا بالوجد والبوح، ليكون أقرب إلى مذكرات قلبٍ حيّ يترجم مشاعر شتى.

تقول آمال عن الحكاية التي قادتها إلى هذا الكتاب: «هي ترجمة لمشاعر القلب التي يعجز الإنسان عن الإفصاح عنها بالكلام، فوجدت في القلم الوسيلة الأمثل لترجمتها». ومن هنا جاء العنوان، حيث ترى أن القلم ليس مجرد أداة، بل هو مرآة صادقة لما يجيش في القلب.

النصوص – كما تصفها – لم تُصنع على طاولة تخطيط أدبي صارم، وإنما انطلقت بعفوية، من قلبها أو قلوب من حولها، لأنها تؤمن أن النص حين يكون صادقًا ومشحونًا بالمشاعر، فإنه يصل مباشرة إلى القارئ.

أما عن القارئ الذي تخيلته أثناء الكتابة فتقول: «رأيته شخصًا يبحث عن صوت يشبه صوته الداخلي، يحتاج إلى مرآة تعكس مشاعره وتجربته، حتى لو اختلفت التفاصيل. أهديت العمل لكل قلب مرّ بتجربة جعلته يبحث عن نفسه، لكل من أتعبه الصمت ووجد في الكتابة متنفسه».

رغم أن جميع النصوص قريبة من قلبها، إلا أن نص «ابنة العظيم» يظل الأعمق أثرًا لأنه ارتبط بأعظم شخصين في حياتها. وتضيف أنها لم تبكِ أثناء الكتابة، لكنها كانت تتقمص الشعور وتعيشه بصدق حتى تتمكن من التعبير عنه.

بالنسبة لها، الكتابة ليست ترفًا بل شفاء للروح، ولهذا كان استقبال القراء لكتابها مليئًا بالتشجيع. وتستذكر رسالة مؤثرة وصلتها من أحد القراء قال فيها: «النصوص جعلتني أقرأ مشاعري بوضوح أكبر»، وتصف هذه الكلمات بأنها كانت دافعًا كبيرًا للاستمرار.

وحين تُسأل عن سرّ قرب الكتابة الشعورية من جيل اليوم، تجيب: «لأنها تبوح بما في داخلهم، وتترجم مشاعر كانت حبيسة الصدور». وترى أن لكل إنسان مرآة داخلية، والقلم هو انعكاسها وصوتها الحقيقي.

أما أصعب شعور حاولت التعبير عنه فكان الفقد والفراق الأبدي – الموت، لأنه يظل شعورًا يتجاوز حدود الكلمات. ولو تحولت مشاعر كتابها إلى لحن موسيقي لكان – كما تقول – لحنًا مفعمًا بالإيجابية والتفاؤل، أشبه بصباح مشرق يمتلئ بالأمل.

وتخاطب القارئات اللواتي يشعرن أن مشاعرهن لا تُفهَم: «نحن من نفهم أنفسنا. اجعلي قلمك لسانك الناطق ومرآة مشاعرك».

وتؤكد آمال أن «مرآة القلب قلم» ليس سوى البداية، فهو باكورة أعمالها التي ستتبعها بإصدارات جديدة في مجالات مختلفة. وما تتمنى أن يبقى في قلب القارئ بعد إغلاق الصفحة الأخيرة هو: «أن تلامس كلماتي قلبه ومشاعره، وتترك فيه أثرًا لا يُنسى»
بقلم/ بشائر الحمراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com