معاناة مستمرة على طريق حائل-العلا: متى يصبح طريقًا سريعًا؟

عبدالعزيز عطيه العنزي

تتجدد المعاناة والتساؤلات حول طريق حائل-العلا الذي لا يزال يشكل خطرًا داهمًا على الرغم من أهميته الاقتصادية والسياحية والمجتمعية. فبعد حديث سابق في صحيفة “أخبار الوطن” عن ضرورة تطوير هذا الطريق، وتواصل هيئة النقل لإجراء دراسة بشأنه، يظل الواقع كما هو: طريق خطر، ثم خطر، ثم خطر.

طريق حائل ــ العلا .. ومازالت المعاناة مستمرة

إن هذا الطريق الحيوي يربط بين مدينتين لهما ثقلهما التاريخي والحضاري والاقتصادي. فحائل تعد بوابة الشمال ومركزًا تجاريًا مهمًا، بينما العلا تتجه لتكون وجهة سياحية عالمية بفضل مشاريعها التنموية الضخمة مثل “العلا القديمة” و”مرايا”. وبالتالي، فإن طريقًا آمنًا وسريعًا يربط بينهما ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة ملحة لدعم النمو الاقتصادي، وتسهيل حركة السياح، والأهم من ذلك، الحفاظ على سلامة أرواح المسافرين.

لقد شهد هذا الطريق العديد من الحوادث المرورية المأساوية التي أودت بحياة الكثيرين أو تسببت في إصابات خطيرة. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى ضيق الطريق، افتقاره للتخطيط المناسب، ضعف الإنارة في العديد من المقاطع، والغياب الواضح للعلامات الإرشادية والتحذيرية الكافية. هذه العوامل مجتمعة تجعل القيادة عليه محفوفة بالمخاطر، وتزيد من معاناة مستخدميه.

تتطلع المجتمعات المحلية في حائل والعلا والمناطق المحيطة إلى رؤية تحرك جاد وملموس لتحويل هذا المسار الحيوي إلى طريق سريع بمواصفات عالمية. وهذا يعني ضرورة توسعة الطريق، وتزويده بحارات إضافية، وإضاءة شاملة، وتصميم هندسي يراعي السلامة المرورية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز خدمة وصيانة على طول المسار.

إن تطوير طريق حائل-العلا إلى طريق سريع ليس فقط مشروع بنية تحتية، بل هو استثمار في الأرواح، وفي الاقتصاد الوطني، وفي مستقبل السياحة بالمملكة. فمتى نرى هذا الحلم يصبح حقيقة، وتتوقف المعاناة المستمرة على هذا الطريق؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com