مقهى المسرح “يستعرض مسيرة المسرح البحريني والليبي وظفار بين الماضي والحاضر

صلالة/ريحاب أبو زيد
شهد أمس مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة جلسة حوارية بعنوان “مقهى المسرح المسرح العربي من البداية حتى الإنجاز.بنغازي والمنامة وظفار نموذجاً”
التي جاءت ضمن أسبوع الرؤية الثقافي المسرحي وذلك بحضور الكاتب عماد الشنفري رئيس الجمعية العُمانية للمسرح والعديد من المسرحيين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني
أدار الجلسة الإعلامي الدكتور أحمد آل عثمان بمشاركة كل من الناقد والكاتب البحريني دكتور يوسف الحمدان والمهندس الليبي عبدالله فرج الصابر رئيس الهيئة العامة للخيالة بليبيا والمخرج العماني محمد المردوف حيث تحدث كل ضيف قراءة معمقة في تجربة المسرح في بلده، مستعرضين محطاته التاريخية وتحدياته وآفاقه المستقبلية.
المسرح البحريني من القصص الدينية إلى “المشاكس”
بدأ بالحديث الناقد يوسف الحمدان عن مسيرة المسرح في البحرين منذ بداياته التي ارتبطت بالقصص الدينية، مروراً بأول نص شعري مسرحي للشاعر إبراهيم العريض ثم نصوص الشاعر عبد الرحمن المعاودة التي جسدت الواقع وصولاً إلى تأسيس المسرح المدرسي والأندية في أربعينيات القرن الماضي ومنها خرج رواد المسرح البحريني مثل الكاتب والمخرج محمد عواد كما أشار إلى تجربة مسرح الصواري عام 1990 الذي حمل فكرًا مشاكساً للخروج عن الإطار التقليدي عبر عروض أقيمت على السواحل والقلاع والمراكز التجارية.
المسرح الليبي من النضال إلى الإمل.
أما المهندس عبدالله فرج الصابر فتحدث عن تاريخ المسرح الليبي منذ تأسيس أول فرقة لهواة التمثيل عام 1930 بمدينة درنة على يد الراحل محمد عبد الهادي في فترة اتسمت بالاحتلال والمقاومة وأوضح أن المسرح الليبي ظل مناضلاً” في مواجهة الظروف السياسية والاستعمارية واستمر في حراكه رغم التحديات طوال هذه العصور إلى أن تأسست الهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون عام 2017 حيث منح المسرحيين فرصة جديدة لتنظيم جهودهم مؤكداً أن ليبيا اليوم مقبلة على نهضة حضارية مسرحية رغم العقبات معبّراً عن إصراره على العمل لرفع مستوى الفرق المسرحية وتأسيس بنية تحتية قادرة على استيعاب الطموحات الفنية
المسرح بظفار بدأالمدارس وازدهر في المهرجانات.
وتحدث الفنان محمد المردوف عن تجربة المسرح العُماني، مشيراً إلى أن أولى البدايات كانت في صلالة عام 1930 على يد العدني سالم باعشن في المدرسة السعيدية، قبل أن يشهد المسرح مرحلة جديدة عام 1970 مع النشاط المدرسي والمسرح الارتجالي.
وأوضح المردوف أن المسرح انتقل بعدها إلى الأندية مثل ظفار والنصر، حيث كانت العروض تُؤلّف وتُقدَّم في يوم واحد. وفي عام 1983 تأسس “مسرح الشباب” جمع خلاله المردوف المسرحيين وفتح الباب أمام تقديم عدة أعمال بالتعاون مع الكاتب عماد الشنفري.وأشار إلى أن المسرح في ظفار عرف بالحضورا الجماهيري الكبير خصوصاً خلال مهرجان الخريف الذي شهد عروضاً لاقت متابعة بالآلاف ما يعكس شغف الجمهور بالمسرح وقدرته على أن يكون وسيلة تثقيف وترفيه في آن واحد إلى أن تأسست العديد من الفرق المسرحية المعروفة بمحافظة ظفار.
ثم فُتح باب النقاش مع الحضور حول قضايا المسرح العربي وما يواجهه من تحديات في ظل التحولات الرقمية وتبادل الحاضرون وجهات النظر حول إمكانية توظيف التقنيات المعاصرة في خدمة النص المسرحي.
في الختام تفضل الكاتب عماد الشنفري رئيس الجمعية العُمانية للمسرح برفقة عدي الشنفري رئيس فرقة الرؤية لتكريم المشاركين بالجلسة.
الجدير بالذكر أن يصاحب أسبوع الرؤية الثقافي عدة حلقات تدريبية منها الكتابة المسرحية يقدمها لمؤلف القطري المخرج حميد الرميحي و أساسيات السينواغرفيا يقدمها المخرج العماني أحمد معجين الرواس و المكياج المسرحي : يقدمها الفنان العماني إبراهيم الجساسي وقد شهدت الحلقات حضورا كبيرا من محبي الفن المسرحي.