مكانة الوحيين وتعظيمهما

المركز الاعلامي بوقف تعظيم الوحيين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

الوَحْيان: هما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة.

القرآن الكريم: هو كلام الله تعالى، المنزَّل على نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل عليه السلام، المنقول بالتواتر، المُتعبَّد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس.

السُّنَّة النَّبَويّة: هي كلّ ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صفة.

مكانة القرآن الكريم

أولاً: القرآن الكريم هو المصدر الأول من مصادر الدين الإسلامي.

قال الله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ). المائدة: 48.

ثانياً: القرآن الكريم كتاب عزيز لا يأتيه الباطل.

قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * ‌لا ‌يَأْتِيهِ ‌الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ). فصلت: ٤١-42.

ثالثاً: القرآن الكريم يهدي للأعدل والأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق.

قال الله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ ‌يَهْدِي ‌لِلَّتِي ‌هِيَ ‌أَقْوَمُ). الإسراء: ٩.

فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره.

رابعاً: القرآن الكريم موعظة وهدى وشفاء ورحمة للمؤمنين:

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ‌وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ). يونس: ٥٧.

خامساً: القرآن الكريم يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ). رواه مسلم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا). رواه أبو داود.

سادساً: القرآن الكريم يشفع لأصحابه يوم القيامة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ). رواه مسلم.

سابعاً: أهل القرآن الكريم هم أهل الله وخاصته.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: (هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ). رواه ابن ماجه.

مكانة السنة النبوية

أولاً: السُّنَّة وحيٌ من عند الله تعالى.

قال الله تعالى: (وَمَا ‌يَنْطِقُ ‌عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى). النجم: 3 – 4.

وقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ). رواه أبو داود.

وقال حسان بن عطية: “كان جبريل ينزل على النَّبي  بالسُّنَّة كما ينزل عليه بالقرآن”. رواه الدارمي.

ثانياً: السُّنَّة مصدر من مصادر التشريع الإسلامي.

قال الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ ‌الرَّسُولُ ‌فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) الحشر:7.

وقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: (مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى). رواه البخاري.

ثالثاً: السُّنَّة محفوظة من التحريف أو النقص أو الضّياع.

قال الله تعالى:(إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ ‌لَحَافِظُونَ). الحِجر:9. والذِّكرُ يشمل القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية.

رابعاً: السُّنَّة مبيّنة لآيات القرآن الكريم.

قال الله تعالى: ({يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ). المائدة:67.

وقال سبحانه: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ). النحل:44.

خامساً: السُّنَّة شاملة لأحكام الدِّين.

قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ). المائدة:3.

وكمال الدين لا يكون إلا بمصادره التي يؤخذ منها، وهي القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية.

وقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ إِلاَّ وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ) رواه الطبراني.

سادساً: السُّنَّة مُحْكَمة.

ومعنى ذلك: أنّ السُّنَّة النبوية لا تتعارض مع القرآن الكريم، ولا تتعارض مع نفسِها، ولا تتعارض مع العقل الصريح.

سابعاً: السُّنَّة منقولة بالإسناد.

الإسناد: هو سلسلة رجال الحديث: (حدثنا فلان عن فلان…)

وهو من خصائص هذه الأمّة، فقد شرّف الله تعالى هذه الأمة وخصّها بالإسناد، فلا توجد أمّة من الأمم السابقة كانت تنقل قول نبيّها بالإسناد.

قال عبد الله بن المبارك: «الْإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ، وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ» رواه مسلم في مقدمة صحيحه.

ومن المؤسسات الوقفية التي تعنى بخدمة الوحيين الشريفين هذه المؤسسة الوقفية العلمية التربوية الاجتماعية

مؤسسة (وقف تعظيم الوحيين) بالمدينة النبوية

والتي تقوم على خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مع تعزيز الوسطية وترسيخ الاعتدال مع الارتقاء في تعظيم القرآن الكريم والسنّة النبوية محلياً وعالمياً.

لتؤدي رسالة راسخة نحو تعظيم القرآن الكريم والسنّة النبوية في المجتمع والأمة بتفعيل مقاصدهما وبيان هدايتهما وتطبيقاتهما العلمية والعملية.

ومن برامج وقف تعظيم الوحيين في خدمة القرآن الكريم

( برنامج الإقراء والإجازة)

ويمكن الطالب من قراءة ختمة كاملة على شيخ مسند من المقرئين المعتبرين، على مدار سنة كاملة. يحصل بعدها الحافظ على إجازة بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

(برنامج المقارئ القرآنية)

حيث تم افتتاح حلقات في المساجد والدور لتعليم وتحفيظ كتاب الله تعالى وتجويده وإقرائه بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

(برنامج تأهيل المعلمين والمعلمات المكثف)

سلسلة من البرامج العلمية والتطبيقية يلقيها عدد من أهل الخبرة والأكاديميين المعروفين بالجودة والإتقان في الجامعات السعودية

(تأهيل المعلمين والمعلمات الزائرين)

برنامج تأهيلي لحفاظ ومعلمي القرآن الكريم – الوفود الزائرة للمسجد النبوي الشريف، بالشراكة والتعاون مع الوكالة المساعدة للشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية بالمسجد النبوي الشريف.

(التسجيلات القرآنية الصوتية)

وهو مشروع يقوم على تسجيل مصحف كامل بقراءة أحد المتقنين أو نخبة من طلاب الحلقات والمقارئ القرآنية ، ويصدر بعد مراجعة وتدقيق من كبار القراء من خلال استديو المقرأة بوجود مهندس متفنن بإدارة استديو المقرأة .

(المسابقات القرآنية)

مشروع يقوم على تشجيع وتحفيز الطلاب والطالبات على حفظ ومراجعة القرآن الكريم سنويًا وسنويا يقيم الوقف مسابقة كبرى لموظفي وموظفات الإدارات الحكومية تقام برعاية كريمة من سمو أمير المنطقة _ حفظه الله_ ، بالإضافة إلى مشاركة الوقف بإدارة مجموعة من المسابقات القرآنية مع الجامعات والمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة والجمعيات الأهلية.

وعلى صعيد السنة النبوية المطهرة يقوم وقف تعظيم الوحيين بالعديد من البرامج الأنشطة منها:

(التأصيل العلمي)

 برنامج علمي متخصص في تدريس العلوم الشرعية التخصصية، يسعى إلى إعداد وتأهيل طلبة العلم، وفق منهج شرعي وسطي مؤصّل على هدي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على منهج السلف الصالح.

(بلّغوا عنّي)

برنامج يُعنى بتسجيل الأحاديث النبوية الصحيحة وبيان معانيها، بتقنيات وجودة عالية، ونشرها عالمياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات المتنوعة، يقوم عليها نخبة علمية متخصصة في السنة النبوية.

        (مقرأة الحديث الشريف)

حلقات تعليمية تُعنى بتحفيظ الأحاديث النبوية بالضبط الصحيح، مع بيان معانيها، من خلال حفظ أشهر كتب السنة النبوية.

(الإجازة والإسناد في الحديث الشريف)

برنامج يُعنى بإقراء كتب الحديث الشريف، وأخذ الإجازة فيها، من أجل الحفاظ على بقاء سلسلة الإسناد المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم.

(تأهيل معلمي ومعلمات السنة النبوية)

برنامج تخصصي يُعنى بإعداد وتأهيل معلمي ومعلمات السنة النبوية، وتمكينهم من مهارات البحث العلمي، من خلال دراسة السنة النبوية وعلومها، للمشاركة الفاعلة في العناية بالسنة النبوية وعلومها.

(مسابقة حفظ السُّنَّة النبوية)

مسابقة سنوية في حفظ الحديث الشريف، تهدف إلى تعظيم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في أفراد المجتمع، من خلال حفظهم لمجموعة من الأحاديث الصحيحة في موضوعات متنوعة، ويتم اختيار ثلاثة فائزين وثلاث فائزات في كل فرع.

(تعظيم السُّنَّة النبوية)

برنامج يسعى إلى إبراز مكانة السنّة النبوية وتحقيق تعظيمها في نفوس المجتمع باعتبارها المصدر الثاني في التشريع الإسلامي، والتنبيه بأهميتها وبيان منزلتها.

(أَثَر)

برنامج دعوي يُعنى بنشر السنّة النبوية من خلال مقاطع مرئية بأسلوب ميسَّر، مع الترجمة للغة الإنجليزية، ونشرها في وسائل التواصل.

(مبادرة تعظيم مكانة الرسول )

مبادرة تسعى إلى إبراز مكانة النبي الكريم صلى الله عليه وسلّم، من خلال التعريف بسيرته وحقوقه، وذكر أخلاقه الحميدة وفضائله الشريفة.

(مقرأة المتون العلمية)

 حلقات تعليمية تُعنى بتحفيظ المتون العلمية بالضبط الصحيح، من خلال حفظ أشهر المتون العلمية في العقيدة والحديث والفقه والتفسير واللغة العربية وغيرها من متون الشريعة الإسلامية.

(أَهْلُ القُرْآن)

برنامج تعليمي تربوي، يسعى إلى توعية طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم بفضائل القرآن الكريم وعلومه، وآداب تلاوته، بالإضافة إلى تزويدهم بالمهارات اللازمة لحفظه ومراجعته، وأهم الآداب والصفات التي ينبغي أن يتحلى بها حافظ القرآن الكريم.

(وَلَدٌ صالِح يدعو له)

برنامج تعليمي تربوي، يٌعنى بتعليم الأطفال أهمّ ما يحتاجون إليه من أمور العقيدة والأحكام والأخلاق والآداب الإسلامية، ليكونوا أولاداً صالحين في مجتمعاتهم، بارّين بآبائهم وأمهاتهم، مقتدين بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.

(توجيهات أسرية)

برنامج تعليمي تربوي، يٌعنى بتوجيه الآباء والأزواج نحو تربية صالح للأبناء وحسن المعاشرة بين الزوجين، وتزويدهم بالمهارات التربوية اللازمة ليكونوا صالحين مصلحين قدوة لأبنائهم ومجتمعاتهم.

(ضيوف الرحمن)

برنامج تعليمي توعوي، يسعى إلى الاهتمام بزوّار المسجد النبوي (الزائرين والمعتمرين والحجاج) وتوعيتهم بفضائل المدينة النبوية والمسجد النبوي، وآداب الزيارة، بالإضافة إلى تعليمهم مناسك الحج والعمرة.

(شهر الصيّام)

برنامج تعليمي دعوي، يٌعنى بتوعية المسلم بأهم الأحكام الفقهية والآداب الإسلامية التي يحتاجها في شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى تحفيظهم أهم الأدعية والأذكار التي تعينهم على استجابة الدعاء.

(تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها)

برنامج تعليمي يمكّن غير العرب من تعلّم اللغة العربية بالنطق الصحيح، من خلال توفير بيئة اجتماعية محفّزة، وعبر وسائل تعليمية تمكنّهم من الاندماج في المجتمع، والتواصل مع الآخرين.

(طباعة المؤلفات العلمية)

برنامج علمي يسعى لطباعة ونشر المؤلفات والموسوعات التي تُعنى بالدراسات القرآنية والسنة النبوية، وما يتعلّق بهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى