منطقة الراحة عدو النجاح الأول

 

منطقة الراحة منطقة وهمية يعيشها الكثير من الأشخاص في العمل والمنزل وفي برامجهم الحياتية ، بمعنى يعيش فيها روتين يومي لا جديد فيه ، فقد يحب البقاء والركون في منزله أو يبقى دهرًا بوظيفته مع ذات المكان والأشخاص وطبيعة عمل لا تغيير فيها ولا تجديد ، قد يلبس نفس الألوان ، يخرج لنفس الأماكن ، عوّد نفسه عليها فأصبح يُكررها على المدى اليومي ، يسعده ذلك ويشعره بالأمان ، مستوى التوتر فيها أقل ، وهنا مَكْمَن القضيّة حيث تُعدّ منطقة منخفضة المخاطر لا تحدّي فيها ولا اكتشاف للذات والقدرات والإبداع ، مجرد محاولة الخروج منها يشعره بالخوف و فقد للأمان فهو شخص لا يُحبّذ تغير ما ألفه ولن يُقْحِم نفسه لاقتناص فرصة ولو جاءت على طبقٍ من ذهب .

البقاء في هذه المنطقة يجعل الشخص متقوقعًا على نفسه وفي عقله الباطن يحمل الكثير من الثوابت والمعتقدات الخاطئة التي لا يستطيع التّحرر منها والتي تُحَجِّم من قدراته وإبداعه وتبعده عن التطور والتجديد ، إن سألته سيجيب ” أنا غير قادر” ” مرتاح بعملي وعندي راتب “لا أحب التغيير” ” لا صبر لي ” …. .

فكرة الخروج تسمى ” منطقة الخوف ” فمن الطبيعي أن يزدادَ خوفه وتهتز ثقته ويبحث عن الأعذار لا يَودّ أيّ تجربة جديدة غير تأثره الشديد بكلام الناس وآراء السلبيين المحبطين ممن حوله ، لذلك من المهم أن يُشارك أفكاره لمن لديهم شغف وطموح ليستطيع الخروج وهذا يتطلب قوة إرادة وعزيمة •

مع الوقت والإصرار سيجد نفسه انتقل لمنطقة أكبر وأجمل فيها سعادة وفخر هي ” منطقة التعلم ” تحدى نفسه ، كسر روتينه ، شعر بكيانه واكتشف إمكانياته ؛ فاكتسب مهارات جديدة وبنى معتقدات إيجابية ، سيرى الفرق الشاسع بين ما كان عليه وما آل إليه .

بعد تعلمه واكتساب المهارات ، سيدخل منطقة أوسع هي ” منطقة التطور والنمو” ستٌفتح له آفاق جديدة ليعيش أحلامه وغاياته ، سيصنع النجاح ويتدفق الإبداع وسيسهل عليه البحث عن منطقة أكبر ليعش تجربة أخرى فيها التغيير والجديد .

 

فُطر الانسان على التعلم والاكتشاف والخروج عن المألوف ، ولو تأملنا الحياة هي رحلة تنقلك من منطقة لأخرى ، كل رحلة تأخذك لمنطقة أوسع ، مذ خطوت خطواتك الأولى على رجليك ، وبدأت بالنمو والتعلم واكتشاف بيئتك العائلية ، ثم لمنطقة المدرسة والتنقل في مراحلها الدراسية و بيئات اجتماعية أكبر، كل مرحلة تتسع فيها الافاق لتصل للجامعة فيزداد الطموح في دائرة ومنطقة أكبر من الرغبة والاستقرار المهني والاجتماعي للزواج وتكوين الأسرة وهكذا دواليك . فما المانع الذي يجعلك قابعًا في نفس المنطقة ؟ هي مسؤوليتك وحدك ، ابدأ الآن واخرج منها لتصنع حاضرًا مشرقًا من المتعة والإبداع .

آخرًا…… لا تنسَ أن تتعوذ بالله من العجز والكسل ابن القيم يقول ” الإنسان مندوب إلى استعاذته بالله تعالى من العجز والكسل ، فالعجز عدم القدرة على الحيلة النافعة ، والكسل عدم الإرادة لفعلها ، فالعاجز لا يستطيع الحيلة ، والكسلان لا يريدها ” انتهى

تمنياتي القلبية بخروجٍ موفقٍ.

الكاتبة / أميرة عبدالله المغامسي.

@ameera7060

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button