منى علي الوصابي… الإدارة رؤية والعمل المجتمعي رسالة

 

بقلم:عبدالعزيز عطيه العنزي

في زمن تتسارع فيه التحولات وتتعدد فيه التحديات، برزت أسماء شبابية العربية استطاعت أن تثبت حضورها بكفاءة، ومن بين هذه الأسماء منى علي الوصابي، التي اختارت أن تجعل من العلم والإدارة وسيلة لتجسيد رسالتها في خدمة المجتمع، متكئة على خلفية أكاديمية وخبرة عملية متميزة.

المسيرة الأكاديمية: أساس متين

حصلت الوصابي على بكالوريوس إدارة الأعمال الدولية من الجامعة الأمريكية، وهو التخصص الذي فتح أمامها آفاقاً واسعة لفهم بيئة الأعمال على الصعيدين المحلي والعالمي. وقد مكّنها هذا التأهيل من امتلاك أدوات التفكير الاستراتيجي وإدارة المشاريع بروح تنافسية ومعايير احترافية، ما منحها قاعدة صلبة للانطلاق نحو مسيرتها العملية.

العمل المؤسسي: خبرة متنوعة

لم تكتف الوصابي بالجانب الأكاديمي، بل دخلت ميدان العمل بخطى واثقة، متنقلة بين مجالات متعددة، أبرزها العلاقات العامة، حيث تعلمت من خلالها كيفية إدارة الصورة الذهنية للمؤسسات وبناء الجسور مع المجتمع. هذه التجارب أكسبتها مهارة الاتصال والتأثير، لتكون قادرة على صياغة رسائل واضحة تصل للجمهور وتعزز من قيمة العمل المؤسسي.

التسويق في خدمة رسالة سامية

اليوم، تشغل منى علي الوصابي منصب مديرة التسويق في جمعية شفيعًا لتعليم القرآن الكريم وعلومه، وهو دور يجمع بين الإدارة والرسالة الإنسانية. فهي تسعى من خلال موقعها إلى صياغة استراتيجيات تسويقية حديثة تجعل من رسالة الجمعية حاضرة بقوة في الوعي المجتمعي، وتفتح أبواب الدعم أمام مشاريعها التعليمية والخيرية.

وتؤكد الوصابي أن التسويق ليس مجرد أرقام وحملات إعلانية، بل هو فن إيصال الفكرة وتحويلها إلى قناعة راسخة، موضحةً:

“أؤمن أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالمناصب وحدها، بل بالأثر الذي نتركه في نفوس الناس وفي خدمة المجتمع. فكل جهد نبذله في تطوير العمل المؤسسي أو دعم المشاريع الخيرية، هو خطوة نحو بناء مجتمع أكثر وعياً وتماسكاً.”

المرأة العربية ورحلة التمكين

من خلال مسيرتها، تجسد الوصابي نموذجاً للمرأة العربية التي نجحت في استثمار فرص التمكين التي وفرتها رؤية المملكة 2030، فأصبحت قادرة على الجمع بين التأهيل الأكاديمي والمشاركة الفاعلة في المجتمع. وتعد تجربتها دليلاً عملياً على أن الطموح مقرون بالعمل الجاد قادر على صناعة فارق حقيقي في الميدان الإداري والخيري.

طموحات مستقبلية

تنظر منى علي الوصابي إلى المستقبل بعين مختلفة، إذ تسعى إلى تطوير مشاريع تسويقية مبتكرة تدمج بين التقنيات الحديثة وبين الرسائل المجتمعية، وتطمح لأن تكون شريكاً أساسياً في تعزيز العمل الخيري ونقله من مجرد مبادرات محدودة إلى منظومة مؤسسية مؤثرة ذات أثر مستدام.

بهذا المسار المتوازن بين الطموح الشخصي والمسؤولية المجتمعية، تمضي منى علي الوصابي لتكون إحدى النماذج الملهمة التي تثبت أن الإدارة ليست علماً يُمارس فقط، بل رسالة تُترجم على أرض الواقع لتصنع فرقاً في حياة الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com