من دردشة بريئة الى جريمة معلوماتية “السب -والشتم -تشهير “

قلم .المحامية : جوهرة سالم المسعدي
كيف تتحول كلمات بسيطة إلى جرائم معلوماتية تهدد حياتنا؟
وهذا هو موضوع الحديث عنه .في خضم تفاعلاتنا اليومية، سواء كانت وجهاً لوجه أو عبر الفضاء الرقمي، قد نُصادف دردشة بريئة الى جريمة معلوماتية وتكون الكلمات لسعاتٍ جارحة تأتي على هيئة سباب وشتائم. هذه الكلمات البذيئة لا تؤذي المشاعر فحسب، بل قد تتجاوز ذلك لتطال الكرامة الشخصية وتزعزع الثقة بالنفس. لذا، يصبح فهم طبيعة هذه الإساءات والعقوبات الرادعة لها، بالإضافة إلى تعلم كيفية حماية أنفسنا منها، أمراً بالغ الأهمية لبناء مجتمع سليم يسوده الاحترام.
إن السب والشتم، في جوهرهما، تعبير عن غضب دفين أو شعور بالدونية أو محاولة لإلحاق الأذى النفسي بالآخر. تتنوع أشكالهما ودرجاتهما، بدءاً من الكلمات النابية وصولاً إلى الاتهامات الباطلة والتشهير. وفي حين قد يستهين البعض بأثر الكلمات، إلا أنها قادرة على ترك ندوب عميقة في الروح يصعب محوها.
لحماية أفراد المجتمع من هذه الآفة اللفظية، صدر نظام مكافحة جرائم المعلوماتية مرسوم ملكي رقم م/17 بتاريخ 8 / 3 / 1428 وفيها سنت القوانين عقوبات رادعة تهدف إلى زجر المسيئين وتحقيق العدالة للمتضررين. تختلف هذه العقوبات باختلاف طبيعة الإساءة وحدودها، وقد تتراوح بين الغرامات المالية والسجن، خاصة في حالات التشهير والقذف العلني. إن وجود هذه القوانين يمثل سياجاً يحمي كرامة الأفراد ويؤكد على أن حرية التعبير لا تعني إطلاق العنان للسان لإيذاء الآخرين.
إلى جانب الدور الهام للقانون، تقع على عاتقنا مسؤولية فردية في حماية أنفسنا من هذه الإساءات
ختاماً، إن مكافحة السب والشتم مسؤولية مشتركة. فبينما يوفر القانون إطاراً للحماية والعقاب، يظل الوعي الفردي والالتزام بأخلاقيات الحوار واحترام الآخر هو السلاح الأمضى في وجه هذه الآفة اللفظية. فلنجعل من كلماتنا جسراً للتواصل البناء لا سهاماً جارحة تُدمي القلوب.