مهزلة انتخابية تهز الاتحاد الدولي لكرة الطاولة

د/ عمرو خالد حافظ – متابعات
‎في مشهد غير مسبوق بتاريخ الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، انفجرت فضيحة مدوّية على الملأ خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد، الذي عُقد صباح الثلاثاء 27 مايو 2025 في فندق الشيراتون بالدوحة، بعدما ظهرت شبهة تلاعب صريحة في التصويت الإلكتروني لانتخابات رئاسة الاتحاد، مما أدى إلى تعليق الجلسة رسمياً وعدم اعتماد النتائج وسط ذهول واحتجاجات مندوبي الدول الأعضاء.
‎البداية كانت طبيعية.. لكن النهاية مهزلة
مع انطلاق الجلسة، أعلن السكرتير العام الإسباني «راؤول كالين» عن الحضور الرسمي، مشيرًا إلى أن عدد من يحق لهم التصويت بلغ 201 عضو:
185 مندوبًا حاضرًا داخل القاعة 16 مندوبًا عبر التصويت الإلكتروني «أونلاين» ووفقًا للوائح الاتحاد الدولي، لا يجوز زيادة هذا العدد بعد إعلان الحضور الرسمي.
فوز المهندي بالتصويت الورقي .. ثم المفاجأة الصادمة عند إجراء التصويت الورقي الخاضع للرقابة المباشرة، تفوق المرشح القطري خليل بن أحمد المهندي بـ98 صوتًا، مقابل 87 صوتًا للمرشحة السويدية بيترا سورلينغ، ما اعتُبر فوزًا واضحًا ونزيهًا.
‎لكن الصدمة الكبرى كانت عند إعلان نتائج التصويت الإلكتروني، حيث ارتفع عدد المشاركين فيه فجأة إلى 21 صوتًا بدلاً من 16 — أي بزيادة 5 أصوات غير مسجلة في قائمة الحضور.
والأدهى من ذلك، أن المرشحة السويدية حصلت على 17 من هذه الأصوات، ما قلب المعادلة وأثار الشكوك فورًا حول تزوير محتمل.
‎ارتباك.. انسحاب.. وتستر على الأدلة
مع تصاعد التوتر، طالبت الوفود بتفسير فوري، لكن السكرتير العام كالين والرئيس التنفيذي للاتحاد الأسترالي ستيف داينتون عجزا عن تقديم إجابة مقنعة حول مصدر الأصوات الخمسة الزائدة.
رفضت لجنة الانتخابات عرض تسجيل فيديو الجلسة الذي يثبت العدد الحقيقي للمصوّتين أونلاين، بل وتم حذف البث المباشر من قناة الاتحاد على يوتيوب، في خطوة اعتبرها كثيرون تستراً متعمداً.
وفي مشهد عبثي، انسحبت بيترا سورلينغ من القاعة غاضبة، وأعلنت فوزها من طرف واحد عبر الموقع الرسمي للاتحاد، دون أي إعلان قانوني، ودون انتظار مصادقة الجمعية العمومية.
‎موقف رسمي: تعليق أعمال الجلسة
أمام فداحة الموقف، أعلن نائب رئيس الاتحاد الأسترالي جراهام سيموندز، تعليق أعمال الجلسة بالكامل، مؤكدًا أن «النتيجة لا يمكن اعتمادها» في ظل وجود خلل جسيم وانعدام الشفافية.
‎المحكمة الرياضية الدولية قد تتدخل
المشهد مرشّح الآن للانتقال إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (CAS)، حيث بات اللجوء إليها خيارًا مطروحًا لحسم هذا النزاع الذي وصفته الوفود بـالمهزلة التاريخية التي تهدد مصداقية الاتحاد بالكامل.
‎خليل المهندي: أشعر بخيبة أمل ودهشة لا توصف
‎قال خليل المهندي: أشعر بخيبة أمل عميقة ودهشة لا توصف لما شهدته العملية الانتخابية. إن حبي العميق لكرة الطاولة وحرصي على مصلحتها، يجعلاني أرفض ما آلت إليه الأمور من انقسام لا يخدم رياضتنا، ولا يليق بتاريخها ومكانتها. لقد كشفت هذه الانتخابات عن غياب مؤسف لمبادئ الشفافية والمهنية التي ينبغي أن تكون ركيزة لأي عمل في إطار الاتحاد الدولي لتنس الطاولة. وإن ما حدث يهدد بتشويه صورة الاتحاد، ويقوض ثقة المجتمع الرياضي في نزاهة مؤسساته.
ووفق ما أُعلن، فهناك تحقيق مرتقب بشأن ما جرى، وأؤكد على ضرورة أن يكون هذا التحقيق محايداً، نزيهاً، وشفافاً، وأن تُعلَن نتائجه بوضوح أمام الجميع، صوناً للحق واحتراماً للعدالة.
أرجو أن ينتصر العقل والعدل في نهاية المطاف، وفي انتظار نتائج التحقيق، لن أُدلي بأي تصريح إضافي.
‎بسبب مخالفات إجرائية.. الشيخة حياة آل خليفة: نطالب بإعادة الانتخابات
‎طالبت الشيخة حياة بنت عبد العزيز آل خليفة، رئيسة الاتحاد البحريني لكرة الطاولة، بإعادة عقد اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للعبة، وإعادة انتخابات رئاسة الاتحاد، وذلك عقب ما وصفته بـ «الأخطاء الجسيمة» التي شابت سير الاجتماع الذي عُقد يوم أمس في فندق الشيراتون.
وأوضحت الشيخة حياة في تصريح صحفي أن ما حدث خلال الجمعية العمومية «يتعارض بشكل واضح مع لوائح الاتحاد الدولي»، مشيرة إلى أن من أبرز المخالفات «إضافة دول جديدة إلى قائمة التصويت الإلكتروني (أونلاين) بعد انتهاء النداء الرسمي»، وهو أمر غير مسبوق ويتنافى مع الأعراف والإجراءات المعتمدة.
وأضافت: «في بداية الاجتماع، سارت الأمور بصورة طبيعية، وتمت مناقشة جدول الأعمال كما هو مقرر. وبعد إعلان انسحاب المرشح الموريتاني محمد ولد الحسن، انحصر التنافس على منصب الرئيس بين السيد خليل المهندي والسيدة بيترا سورلينج».
وتابعت: «تم تحديد أسماء الدول التي يحق لها التصويت، والتي شملت الحاضرين في قاعة الاجتماع إضافة إلى 16 عضواً يحق لهم التصويت عبر الإنترنت. لكننا فوجئنا لاحقاً بارتفاع عدد المصوتين عبر الأونلاين إلى 21 دولة، وهو ما يتنافى مع العدد المعلن سابقاً».
‎نائب رئيس الاتحاد الأفريقي: التصويت الإلكتروني معيب ويجب إعادة الانتخابات
‎وصف معتز عاشور، نائب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة الطاولة، نظام التصويت الإلكتروني (الأونلاين) في انتخابات الاتحاد الدولي للعبة بـ»المعيب»، مؤكداً أن هذا النوع من التصويت يفتح الباب أمام الأخطاء ويؤثر على شفافية العملية الانتخابية.
وقال عاشور، في تصريحاته عقب انتهاء أعمال الجمعية العمومية التي عقدت أمس، إن «الأصل في أي انتخابات أن يقتصر التصويت على الأعضاء الحاضرين فعلياً في قاعة الاجتماع، سواء في اتحادات كرة الطاولة أو غيرها، وذلك لضمان النزاهة وتفادي مثل هذه الإشكالات».
وأضاف: «ما حدث في هذه الانتخابات يدعو إلى إعادة النظر في النتيجة وعدم اعتمادها، لأن الأخطاء التي وقعت كانت واضحة أمام الجميع، وهناك تشكيك في سلامة العملية برمتها».
وشدد عاشور على أن المطالب باتت واضحة، وهي عدم اعتماد النتيجة الحالية، وتشكيل لجنة محايدة للإشراف على انتخابات جديدة، بعيدًا عن أي أطراف قد تكون تسببت في هذه الأخطاء الفادحة.
‎د. هرده رؤوف:  مهزلة بكل المقاييس
‎أعرب الدكتور هرده رؤوف، رئيس الاتحاد العراقي لكرة الطاولة، عن استيائه الشديد مما جرى خلال انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي، واصفًا ما حدث بأنه “مهزلة بكل المقاييس”.
وأوضح د. هرده أن هناك خللًا واضحًا في آلية التصويت، خصوصًا في الجلسة التي أُجريت عبر الإنترنت (أون لاين)، حيث بلغ عدد المشاركين 16 فقط في الفقرات الأخيرة، لكنه ارتفع بشكل مفاجئ إلى 21 عند التصويت على منصب الرئيس، مما يثير العديد من التساؤلات حول قانونية الإجراءات المتبعة.
وأكد على ضرورة إعادة الانتخابات، مشيرًا إلى وجود “موضوعات غير قانونية” شابت العملية، ما يستوجب التوقف عندها واتخاذ خطوات موحدة لضمان الشفافية والنزاهة في المستقبل.
وفي ختام تصريحه، شدد رئيس الاتحاد العراقي على أن العراق منح صوته ودعمه للمرشح خليل المهندي، انطلاقًا من ثقة الاتحاد العراقي به ودعمه للمبادئ التي يمثلها في السعي نحو انتخابات عادلة ونزيهة.
‎رئيس الاتحاد الفلسطيني: ما حدث جريمة مكتملة الأركان
‎أكد السيد رضوان الشريف رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة الطاولة أن ما حدث خلال الجمعية العمومية يعد جريمة مكتملة الأركان سواء عن قصد أو غيره. وقال الشريف في تصريحات صحفية أمس: إذا كانت هناك نية قصدية في ما حصل فهذا أمر مخالف للقوانين الانتخابية للاتحاد الدولي لكرة الطاولة، وإذا كان عن غير قصد فهذا غير مقبول بالنسبة لهذا الاتحاد الذي يعد الأكبر في العالم من حيث عدد الأعضاء.
وأضاف رئيس الاتحاد الفلسطيني: واضح أن العمومية شابتها إخلالات قانونية من طرف بعض المسؤولين الذين يديرون الجلسة من جانب الاتحاد الدولي.. حيث تم في البداية اعتماد 16 اتحادا سيصوتون عن بعد، لكننا تفاجأنا عند نهاية عملية الفرز وإعلان النتائج أن هناك 21 شخصا قد قاموا بالتصويت عن بعد، وهو ما يعد خرقا جسيما للقوانين الانتخابية للاتحادات الرياضية الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com