نجاة نبي الله موسى عليه السلام من فرعون كانت بمعجزة إلهية

🖋️ : راشد بن محمد الفعيم

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم  ، وفي مثل هذا اليوم نجى الله عز وجل موسى وأصحابه من بطش فرعون وقومه.
حينما أراد موسى عليه السلام أن يخرج من مصر هو وأصحابه لحقهم فرعون وجيشه.
وصل موسى عليه السلام ومن معه إلى البحر ، فخاف أصحاب موسى وقالو أنا لمدركون .
قال تعالى : (قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ • قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)

فأوحى الله عزوجل لموسى عليه السلام بأن يضرب بعصاه البحر.
قال الله تعالى : (فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ ۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍۢ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ.)

فحينما ضرب موسى بعصاه البحر ، انفلق البحر فكان كل فرق كالجبل العظيم ، وهذه معجزة من المعجزات الذي خص الله موسى عليه السلام .
فسلك موسى عليه السلام وأصحابه هذا الطريق الذي شقه الله له في البحر، وهذا فيه بيان بقوة إرادة الله عزوجل وعظمته وأنه على كل شيء قدير فهو القادر على أن يجعل في البحر طريق يابس.
وسلك موسى ومن معه هذا الطريق ولحق بهم فرعون ، فلما خرج موسى من الجهة الأخرى من البحر و استكمل فرعون وجنوده في وسط البحر ، أمر الله عز وجل البحر فانطبق على فرعون ومن معه .

ولما استيقن فرعون أنه من المغرقين قال كلمته المشهور “آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل”

و عند إدراكه للغرق، أعلن فرعون إيمانه بالذي آمنت به بنو إسرائيل،

وقال هذه الكلمة كبرا وعلوا كما هي عادة الطغاة آمنت بالذي آمنت به بنو اسرائيل ولم يقل آمنت بالله عز وجل
ومات فرعون غرقاً على الكفر.

وقال الله عز وجل (وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ”)
قوم فرعون أغرقوا في البحر بينما كان بنو إسرائيل يشاهدونهم ، وهذا من رحمة الله عز وجل لموسى عليه السلام ، وأصحابه أن يروا عدوهم يغرق ويموت أمام أعينهم لتقر عيونهم وقلوبهم ، بموت من كان يعذبهم ويقتل أطفالهم و يستحيي نسائهم و يسوؤهم سوء العذاب.

مات فرعون وقومه غرقاً أمام أعين موسى وأصحابه ، ولم ينج فرعون وجنوده من الغرق، وقد تم إغراقهم جزاءً لتكذيبهم بآيات الله.
فقد رأى بنو إسرائيل فرعون ميتاً رأي العين ، فكان آية لمن رآه حينها ، وكان آية لكل من سمع بقصة هلاكه ، وأبقى الله بدنه ليكون عبرة للطغاة و الظلمة.

قال تعالى (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) ، ننجيك بجسدك ليراك بنو إسرائيل ميتاً .

عندما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، سألهم عن سبب صيامهم لهذا اليوم، فأجابوا بأنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون ، فصامه موسى شكراً لله.
قال الرسول ﷺ : نحن أحق بموسى منكم فصام هذا اليوم وأمر بصيامه وأمر بأن يخالف المسلمين اليهود بصيام يوم عاشوراء
وأمر أن يصام يوماً قبله او يوماً بعده مخالفة لليهود.

وأكمل الصيام أن يصوم المسلم ثلاثة أيام. أو يصوم يوماً قبل يوم عاشوراء أو يصوم يوماً بعد يوم عاشوراء ، والمسلم مخير.
وروي عن النبي ﷺ أنه قال: خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله و يومًا بعده وفي رواية أخرى: صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده

وصيام هذا اليوم سنة وليس بواجب ، ورتب الله عز وجل على صيام هذا اليوم تكفير ذنوب سنة ماضية وهذا فضل من الله عز وجل بأن يصوم المسلم ستة عشرة ساعة يمتنع فيها عن الأكل وعن الشرب بنية الصيام ، و يجزيه الله عز وجل بأن يكفر ذنوبه لمدة سنة ماضية.
وصح عنه ﷺ أنه سئل عن صوم عاشوراء فقال: يكفر الله به السنة التي قبله
وقال الرسول ﷺ “صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” (رواه مسلم).

وهذا فضل عظيم يمن به الله عز وجل على عبادة.

وتكفير الذنوب المقصود بالصغائر ، لأن كبائر الذنوب لها شروط تكفير كما هو معلوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com