نسمة شتوية

بقلم : ديمة الشريف
حينما تباهتْ الفصول أمام بعضها كان الشّتاء ساكتا يصغي بهدوء لحوارهم كيف لا وهو فصل يتسم بالسّكينة بلياليه الهادئة الطّويلة والموسيقى السّاحرة للمطر حين يطرق النّوافذ ويبلل الجدران.
قال الرّبيع أنا فصل الورد والفراشات والعطر
وقال الخريف أنا فصل التّجدّد حين أرمي أوراقي الصّفراء لأعود مرة أخرى بكامل أناقتي
وقال الصّيف أنا سيد الفواكه والليالي الملاح ، أنا رفيق السّاحل وصديق الماء

وحده من كان يعرف أنه فصل الخير الذي يخبئه في الأرض وهو سر الماء والخضراء ، فيه تحلو الأحاديث الطّويلة واجتماع الأحباب والأصحاب ، وفيه تعود العادات والتقاليد العريقة التي تربطنا بوثيقة عهد بين الأجداد والأحفاد.
ولا ننسى أبدا رائحة الشّاي المهيل وطعم القهوة ونكهتها على الحطب ،  وما أجمل الجمر حين يتلألأ في وسط الأحاديث لتكون الحوارات والحكايات دافئة مثله.
وكما يقال النّار فاكهة الشّتاء ، و الصّحبة الطّيبة تفتح شهية الأحاديث الجميلة.
فكل منا يملك ذاكرة شتائية خاصة به تختلف من عائلة إلى أخرى ، وكلّها محبة وألفة وحكمة وموعظة وقربا إلى الله
ونحن من ننقل هذه الذاكرة لأبنائنا وأحفادنا ما وهبنا الله عمرا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى