نظرة على قصيدة( سوق القيم) للشاعرة فاطمة إغبارية

بقلم : شاعر الأمة محمد ثابت

في هذه القصيدة تسير الشاعرة علي نهج الشعراء القدامي وتبكي علي الأطلال مثل عنترة بن شداد في معلقته: هل غادر الشعراء من متردمِ
فهي تنطلق وتبكي وتبكينا معها كأنها شاهد عيان يمر على المدن العربية ويبكي علي حدة كل مدينة ،وكم كانت تمتلء بالأمجاد العربية والسيوف البتارة التي نسيت سنوات الشموخ ،فهي تبكي القيم التي ماتت والتي قد بيعت في سوق الدراهم ،تبكي الرجال الذين يرون نساء العرب يغتصبن وهم يرقصون ويسكرون في الحانات ،رجال تخلوا عن قيم وأصول نبتت في الحشايا علي حد تعبيرها ،فقد بكت الشاعرة وأبكتنا معها في مرثية للعرب، ومرثية للرجال الأحياء الموتي علي امتداد الخريطة العربية الممزقة .
سوق القيم”
قصيدة لسفيرة الثقافة العربية الشاعرة فاطمة أبو واصل إغبارية
أضاعوا الدينَ من أجلِ الدراهمْ
وخانوا العهدَ في زمنِ المغانمْ

تخلَّوا عن أصولٍ في الحشايا
وباعوا المجدَ في سوقِ الملاممْ

يروّجُ زورُهم في كلّ دربٍ
كأنّ الكذبَ يُزهرُ في المواسمْ

ولا يُعنى بما لبسوا وجوهًا
سوى جيبٍ تمادى في التراكمْ

خلعنا السترَ عن وجهِ الليالي
وجرّتنا الأنا نحوَ الجحائمْ

نُجمِّلُ ما نشاءُ، بلا حياءٍ
كأنّ القبحَ زينٌ في التمائمْ

أليسَ لنا هُدى؟ وأليسَ وعيٌ؟
أمِ المالُ المُصلّي في المحارمْ؟

فيا أبناءَ من صانوا المعالي
أفيقوا قبل أن تَغدو الرمائمْ

فما يبقى سوى عملٍ خفيٍّ
يُجيبُ إذا دَعَتكَ يدُ المَخاتمْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com