هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي وظيفتك؟ دراسة مايكروسوفت تكشف الحقيقة

عثمان الشهراني
أظهر بحث جديد أجرته مايكروسوفت أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُستخدم بشكل كبير في مهام الكتابة وأعمال المعرفة، ما يعزز دوره كمساعد رقمي للعاملين ذوي الياقات البيضاء، لكنه لا يشير بالضرورة إلى أن هذه الوظائف مهددة بالاختفاء.
واعتمد فريق الباحثين على تحليل أكثر من 200 ألف تفاعل مجهول الهوية مع مساعد البحث الذكي “Bing Copilot” – الأداة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت، والتي تقدم ملخصات مباشرة وإجابات ذكية بدلاً من مجرد روابط صفحات ويب، على غرار “نظرة عامة بالذكاء الاصطناعي” التي تقدمها Google حاليًا.
ركزت الدراسة على مدى ارتباط مهارات الذكاء الاصطناعي بالأنشطة المهنية اليومية، مثل:جمع المعلومات ، التواصل مع أطراف خارج المؤسسة ،التعامل المباشر مع الجمهور .
ثم قام الباحثون بربط هذه الأنشطة بالوظائف التي تتطلب درجات أكاديمية محددة ، وكانت النتائج:أن الوظائف التي تتطلب مؤهلًا جامعيًا فأعلى هي الأكثر استفادة من Bing Copilot ، وأما الوظائف ذات الطابع العملي أو الجسدي – مثل الزراعة، والإنشاءات، والدعم الصحي – فكانت أقل استفادة من هذه التقنية.
لكن الملفت أن الدراسة، والتي نُشرت بصيغة ورقة بحثية أولية بعنوان: “العمل مع الذكاء الاصطناعي: قياس الآثار المهنية للذكاء الاصطناعي التوليدي”، لم تحاول التنبؤ بتأثير الذكاء الاصطناعي على الأجور أو فقدان الوظائف.
وكتب الباحثون كيران توملينسون، سونيا جاف، ويل وانغ، سكوت كاونتس، وسيدهارت سوري:
“من السهل أن نستنتج بأن الوظائف التي تتقاطع كثيرًا مع مهارات الذكاء الاصطناعي سيتم أتمتتها، وبالتالي ستتراجع الأجور أو تختفي. لكن ذلك استنتاج خاطئ… تأثير التكنولوجيا على الأعمال معقد وغير قابل للتنبؤ.”
ولتعزيز هذه الفكرة، استشهد الباحثون بمثال من عام 2015، أظهر أن انتشار ماكينات الصرف الآلي (ATM) لم يؤدِّ إلى تقليص عدد فروع البنوك أو الوظائف، بل على العكس، زاد عدد الفروع، وتركز دور موظفي البنوك على تعزيز العلاقات مع العملاء بدلاً من العمليات الروتينية.
ختامًا : الذكاء الاصطناعي لا يُلغي الوظائف… بل يُعيد تشكيلها ، وهو ما يعني أن المستقبل لن يكون “بدون بشر”، بل سيكون محكومًا بكيفية تكيّفنا وتطوير مهاراتنا لتعمل جنبًا إلى جنب مع هذه التقنيات الذكية.