هو عيب لا صرخت وقلت أحبك قدام الملا؟

عبدالعزيز عطيه العنزي

أتساءلُ كثيرًا… هل هو عيبٌ حقًا؟ هل هو ذنبٌ لا يُغتفر أن يجهرَ القلبُ بما فيه؟ أن يصرخَ اللسانُ بأعذبِ الكلماتِ وأصدقِ المشاعرِ أمامَ عيونِ البشرِ كلّها؟

يقولون: “الصمتُ حكمةٌ”، و”الحبُّ أسرارٌ”. لكنّي أراها قيودًا تُكبّلُ الروحَ وتُخفي جمالاً لا يُضاهى. أليسَ الحبُّ نبضَ الحياةِ، شريانَ الوجودِ؟ فلماذا نخشى أن نُعلِنَ عنه؟ لماذا نخشى أن نُبرزَ جوهرَ أرواحنا للعالمِ أجمعَ؟

في زمنٍ أصبحَ فيه الصدقُ عملةً نادرةً، أرى الشجاعةَ كلَّ الشجاعةِ في أن تقولَ “أحبّك” بصوتٍ عالٍ، بلا خوفٍ ولا تردّدٍ. أن تدعَ صدى صوتكَ يملأُ الفضاءَ، ليُخبرَ كلَّ من يسمعُ أن هناكَ قلبًا ينبضُ بالحبِّ، وأن هناكَ روحًا تُعشقُ بصدقٍ.

ربما يكونُ العيبُ الحقيقيُّ هو أن نُخفيَ مشاعرَنا، أن نُقلّلَ من قيمةِ ما نشعرُ به، وأن نسمحَ للخوفِ أن يسرقَ منّا لحظاتٍ قد لا تتكرّرُ. فالحبُّ هديةٌ، ونعمةٌ تستحقُّ أن تُعلنَ، أن تُحتفى بها، وأن تُشرقَ بها الأرواحُ في وضحِ النهارِ.

فلا واللهِ، ليسَ عيبًا أن أصرخَ وأقولَ أحبك قدامَ الملا. بل هو صدقٌ، وشجاعةٌ، وحياةٌ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com