هَنِيٌّ وغَنِيّ (1)

 

بقلم: الدكتور عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

الحمد لله رب العالمين، الذي بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه تدرك الغايات، وبلطفه تستنار الدروب، وتزدان القلوب بالسكينة والثبات.

لقد جمعت في هذا الكتاب خواطر تأملية، سطّرتها بمداد الشكر والرضا، ونثرتُها بين القناعة واليقين، والعطاء والصبر، لتكون مرآةً تعكس أن الغِنى الحق لا يقاس بما تملكه الأيدي، بل بما يسكن القلوب من طمأنينة ورضا، وما يملأ الأرواح من أنس وثقة بالله رب العالمين.

فالغِنى غِنى النفس، والسعادة سعادة القلب، والرزق رزق البركة، والنعيم الأكبر هو الفوز برضا الله سبحانه وتعالى وجناته. وما هذه الدنيا إلا ممرّ إلى دار باقية، يفوز فيها من جعل دنياه زادًا لآخرته، وعمله طريقًا لرضا مولاه سبحانه وتعالى.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما خط في هذه الصفحات خالصًا لوجهه الكريم، نافعًا لقارئه، مباركًا في أثره، وأن يجعله حجةً لنا لا علينا، وزادًا طيبًا في ميزان الحسنات يوم نلقاه، وهو أرحم الراحمين.

وسوف أكتب – بإذن الله تعالى – عددًا من المقالات ضمن سلسلة بعنوان:

هَنِيٌّ وغَنِيّ، ونبدأ على بركة الله تعالى:

1. السعادة لا تُقاس بما تملك، بل بما تسكن به نفسك حين يرضى قلبك عن قدر رب العالمين سبحانه وتعالى.

2. الغِنى الحقيقي أن تستغني عن الدنيا بثقة في عطاء الله رب العالمين، وأن ترى كل ما فاتك لم يكن لك، وكل ما أتاك لم يُخطئك.

3. من علم أن الرزق لا يُخطئ صاحبه، نام قرير العين، مطمئن القلب، راضيًا بما قُسِم له.

4. لا تبحث عن النور بعيدًا، فقبس الإيمان في صدرك كفيل أن يضيء لك الطريق كلما تعثّر الأمل.

5. حين تحب الخير لغيرك كما تحبه لنفسك، يفتح الله تعالى لك أبوابًا من السعادة لم تطرقها دعوة ولا تمنٍّ.

6. الرضا ليس ضعفًا، بل هو قوة من يرى حكمة الله رب العالمين فيما لا يُرى.

7. لا تطل الوقوف عند ما فقدت، فربك سبحانه وتعالى أكرم من أن يسلبك شيئًا إلا ليمنحك خيرًا منه.

8. في الصمت أحيانًا عبادة، وفي السكوت عن الناس نجاة، وفي حديث القلب مع الله تعالى راحة لا يعرفها إلا الصادقون.

9. اجعل بينك وبين الحزن حاجزًا من الدعاء، فالدعاء يعيد ترتيب الفوضى في روحك.

10. لا تقلق على غدك، فرب الغد هو رب اليوم سبحانه وتعالى، وما دام معك فلن يضيعك أبدًا.

وإلى اللقاء القريب في هَنِيٌّ وغَنِيّ (2) بإذن الله تعالى.

هذا اجتهاد شخصي متواضع، نرجو أن ينال رضاكم واستحسانكم.

ولأي ملاحظات أو تواصل:

📩 [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى