وجبة العشاء الأخير

بقلم / خالد بن محمد الفريجي 

مهما كنت مثاليا في تعاملك مع البعض , باذلا الجهد في الإرضاء , ساعيا في الإسعاد , فلن تبلغ مبتغاك ,وستنهك قواك .
نفسيات الكثير من الناس وطباعهم , مجبولة على الطمع وسوء الظن, وسوء الختام .
أولى الناس بكل ما قدمت من حسن الخصال هم الأقربون من المهاجرين والأنصار .
من هجر خصامك ابتغاء مرضاتك .
ومن ناصر نفسك العليلة بشئ من المواساة .
هؤلاء مهاجروك والأنصار .
فلا تنهك نفسك المنهكة تبتغي مرضاتهم .
الأنبياء عليهم السلام باختلاف أقوامهم لم يرضى عنهم كل الأقوام ، بل إنهم وجدوا أن اشد الناس عداوة من هم كانوا أقرب الناس إليهم قرابة وصهرا .
فهذا خانه زوجه وهذا جحد به أباه ، وآخر هجره الأحبة والأصحاب ومنهم من لم ينصره أقرب الأقارب .
فهذه الصور تجعلك تنظر للأمور بواقعية ولا تتوقع أكثر مما كان .
وكما أن هناك متخاذلون وخاذلون تجد من هم مناصرون وأحباب مهما قربت قرابته أو بعد به أصهاره .
فكما أن هناك خير مبهج وجميل ستجد هناك شر بشع مستطير .
توازن العلاقات وتوقع أسوأ المآلات يجعلك تعيش في منطقة الأمان فلا تبعثر تلك العلاقات بالظن الكاذب وأحلام المنامات .
اجتهد في تبني حسن الأخلاق وممارسة لين الجناب والسعي في ترميم العلاقات فلكل مجتهد نصيب .
لا تنخدع بالكثير من تلك الابتسامات فالليث يسحرك بجميل الابتسام ونظرة ربما تخدعك بالوداعة والاحترام ,لكنه في قرارة نفسه يبحث عن التهامك وشرب كوب ماء بعد وجبة عشاء دسمة

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button