“تعزيز قدرات الجمعيات الناشئة”.. ورشة عمل بالأحساء

ليلى يوسف الصالح / الأحساء

شهدت الأحساء صباح اليوم الخميس حدثًا بارزًا يعزز من مكانتها كمركز حيوي لريادة الأعمال المجتمعية، حيث نظمت الجمعية التعاونية السياحية بالأحساء بالتعاون مع مركز التنمية الاجتماعية ورشة عمل بعنوان “تعزيز قدرات الجمعيات الناشئة”. استهدفت الورشة، التي قدمها الدكتور عبدالرحمن الدايل، نخبة من المختصين والمهتمين في مجالي التنمية والاستدامة، وقد تم بثها مباشرة عبر تطبيق “زووم”، لتتيح الفرصة لمشاركة أوسع تجاوزت 65 مشاركًا من أصل 86 مسجلًا.

بدأت الورشة بكلمة افتتاحية ألقاها الأستاذ علي الحاجي، الذي أدار الجلسة بإتقان واحترافية، مما أضاف للورشة طابعًا مميزًا عكس تجربته الواسعة في مجالات التدريب والتنمية. وفي كلمته الترحيبية، أشار الحاجي إلى أهمية مثل هذه الفعاليات في تنمية الكفاءات المحلية ودعم الجمعيات الناشئة للقيام بدورها الحيوي في دعم التنمية المستدامة.

تخلل الورشة استعراض مكثف لأهم المحاور التي تهم رواد الأعمال والجمعيات، حيث ركز الدكتور عبدالرحمن الدايل، الذي يتمتع بخبرة واسعة كمستشار كبير ومدير إقليمي في شركة أيكون للتدريب، على نقطتين محوريتين. الأولى تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي وأثره البالغ في تحقيق أهداف الجمعيات سواء كانت ربحية أو غير ربحية. فالدكتور الدايل أوضح بجلاء أهمية وضع رؤية واضحة وخطة استراتيجية متينة تعتمد على تحليل دقيق للبيئة المحيطة، وتحديد الأهداف طويلة الأمد التي تسهم في تعزيز نجاح واستدامة هذه الجمعيات.

المحور الثاني للورشة كان حول بناء الشراكات المؤسسية. أكد الدكتور الدايل على أن الشراكات ليست مجرد أدوات لتحقيق التمويل، بل تعد وسيلة هامة لبناء قدرات الجمعيات وتقويتها من خلال التعاون مع مؤسسات أخرى. وقد أشار إلى أن الشراكات الفعالة يمكن أن تشكل تحالفات قوية تساعد في تبادل الموارد، الأفكار والخبرات، مما يؤدي إلى خلق تكتلات تجارية ناجحة تساهم في تعزيز استدامة الجمعيات على المدى البعيد.

بالإضافة إلى ذلك، عرض الدكتور الدايل مجموعة من المؤشرات الحديثة التي تساعد الجمعيات الناشئة على تقييم أدائها وتحسينه، كما قدم مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تساعد في تطوير هذه الجمعيات وتحقيق النجاح المؤسسي المطلوب. كانت الورشة مليئة بالتفاعل والنقاشات المثمرة بين الحاضرين، الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بتطبيق التوصيات والاستراتيجيات المقدمة.

وقد لاقت الورشة اهتمامًا واسعًا على الصعيد المحلي، حيث تجاوز عدد المشاركين عبر الإنترنت أكثر من 65 مشاركًا، الأمر الذي يعكس الاهتمام المتزايد بتطوير قطاع الجمعيات الناشئة في المملكة. كما أن تسجيل الورشة وإتاحتها لاحقًا للجمهور يهدف إلى تعميم الفائدة وتوفير مادة علمية مرجعية يمكن للجمعيات العودة إليها في المستقبل لتعزيز قدراتها.

ختامًا، يمكن القول إن ورشة العمل “تعزيز قدرات الجمعيات الناشئة” شكلت نقلة نوعية في تمكين الجمعيات بالأحساء، وتعد خطوة استراتيجية نحو ترسيخ الأسس اللازمة لتحقيق النجاح والاستدامة. وقد عبر المشاركون عن رضاهم الكبير عن محتوى الورشة وتطلعاتهم لمزيد من هذه الفعاليات التي تسهم في دفع عجلة التنمية المجتمعية في المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى