وسادة الهموم وراحة النفس

 

بقلم : لمياء المرشد

أحيانًا لا نبحث عن صديق، ولا عن حضن، ولا عن كلمات مواساة… كل ما نحتاجه هو وسادة صامتة نلقي عليها ما يثقل قلوبنا. وسادة لا تسأل، ولا تعاتب، ولا تُكثِر الحديث، بل تُصغي في صمتٍ عجيب، وتجمع بين طياتها دموعنا وتنهيداتنا، وكأنها تحفظ سرّنا دون أن تفشيه.

بعد تقلب الأيام وتراكم المواقف، نتذكر تلك الهموم التي مرّت بنا، بعضها واجهناه بصلابة، وبعضها تجاهلناه حتى حسبناه تلاشى. لكن الحقيقة أن النفس تحمل آثارها، كندوبٍ غير مرئية. عندها نلجأ إلى لحظة استكانة، نضع رؤوسنا على وسادة ونسمح لأنفسنا بالبوح الصامت.

ذلك البوح ليس ضعفًا، بل قوة… لأنه يحرر الروح من ثقلٍ تراكم، ويُعيد للنفس صفاءها. إننا بحاجة لأن نتصالح مع أنفسنا، أن نُدرك أن تجاهل الألم لا يعني زواله، وأن مواجهته لا تعني الانكسار.

الوسادة هنا ليست مجرد قطعة قماش محشوة بالقطن، بل رمز للراحة، للهدوء، وللمكان الذي نخلع فيه أقنعتنا ونكون كما نحن: بصدق، وبلا تزييف.

فلنمنح أنفسنا لحظات بوحٍ صامتة، نرمي فيها ما لا نستطيع أن نحمله، وننهض بعدها أخفّ قلبًا، أصفى روحًا، وأقوى لمواجهة الغد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com