وفاة الشيخ علي الحكمي بعد سنين حافلة بالعطاء والخير 

 

بقلم : عبدالله الحكمي

كانت ايام صعبة بين رجاء من الله الشفاء حينما كان والدي بالمستشفى وبين خوف من الفراق،

ولكن كانت فاجعة موت الوالد الأسبوع الماضي وسط رضى بما كتب الله واراد ، إيمان ورضاءً بقضاء الله وقدره،

الحمدلله رب العالمين ونسال الله ان يغفر للوالد الغالي ويسكنه فسيح جناته وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة انه ولي ذلك والقادر عليه.

نتقدم بالشكر والتقدير والامتنان للأمراء والشيوخ والمسؤلين وشيوخ القبائل والوجهاء، لكل من واسانا ووقف معنا كل من قدم التعازي حضوريا او هاتفيا او عبر اي وسيلة من وسائل التواصل، لكل من دعى لوالدي بالرحمة والمغفرة، ونعذر كل من منعته ظروفه.

غفر الله لك ياوالدي ولا نقول الا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى إنا لله وإنا إليه راجعون،

وما يدخل الطمأنينة على قلوبنا وقلوب محبي الشيخ الفاضل هو ما قدمه لدينه ووطنه طوال حياته، فهو رحمه الله من رجال الدين الأوفياء الذين خدموا دينهم ووطنهم ومجتمعهم منذ صغره،

بدأ الشيخ الجليل أعمال الخير منذ كان في عمر صغير كان عمره اقل من 15 عاما عندما كان يتعلم ويعلم الناس القران وكان اماما وخطيبا،

ثم بدأ في الدعوة “منذ سنوات عديدة” في عهد الشيخ : عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله (مجدد الدعوة في الجنوب) .

( لازم الشيخ عبد الله القرعاوي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية آنذاك وحج معه، وبعد أداء المناسك، طلب الملك عبدالعزيز أن يُوجه إلى الجنوب مرشدا ومعلما لأمور الدين، فوجه محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وجه الشيخ: عبد الله القرعاوي للتوجه لجنوب المملكة العربية السعودية ووصاه بالإخلاص في دعوته والتوكل على الله، فتوجه القرعاوي للجنوب وهناك بدات دعوة الشيخ القرعاوي) ،

الشيخ القرعاوي استعان بعدد من طلبة العلم ممن وجد فيهم الإخلاص والعلم والوسطية، فقد اختار الشيخ القرعاوي رحمه الله مجموعة من الرجال الذين توسم فيهم الخير لمعاونته في دعوته وتجديد الدعوة في ذاك الزمن الذي كان فيه بعض الناس في جهل، كان من ضمن من اختارهم الشيخ عبدالله القرعاوي والدي الشيخ علي رحمهما الله، فكانت البداية في تعليم الناس وإرشادهم وتعليم امور الدين وتحفيظ القرآن الكريم في منطقة جيزان ،

كان والدي ومعه بعض اهل العلم يعلمون الناس القرآن وبعض أمور الدين التي يجهلونها،

ومعلوم أن تلك الجهود وذلك التجديد والدعوة كانت على سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة،

ثم تم اختيار الوالد رحمه الله ومعه مجموعة من زملائه للانتقال الى منطقة نجران ايضا لنفس المهمة وهي تعليم الناس أمور دينهم وإبعادهم عن الشبهات، وبقي هناك فترة قصيرة ثم انتقل إلى منطقة مكة المكرمة، توجه الى قرى جنوب الطائف ديار بني مالك، “السائلة” وما حولها، وكان الوالد الشيخ علي الحكمي رحمه الله أول من انشأ حلقات لتحفيظ القرآن الكريم هناك ، وبعدها تم تعيينه اماما وخطيبا في جرداء بني عاصم وهناك ايضاً كان أول من خطب فيهم الجمعة والعيدين كما ذكر ذلك الشيخ احمد بن ناصر بن شهوان العاصمي المالكي شيخ قبيلة بني عاصم الذي قال في تعزيته لنا في وفاة الوالد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شى عنده بأجل

مسمى ) بلغنى وفاة والدكم الشيخ / على بن احمد الحكمي فاسأل الله ان يرحمه ويجعل قبوله الجنة ويجزاه خير الجزاء لما قام به من علم لجماعتنا فعلمهم القران وعلمهم الفقه وكثير من اركان الصلاه وشروطها وهو اول من خطب بنا الجمعه وصلاة العيدين حقيقه والفضل لله ثم لحكومتنا ثم للشيخ علي الحكمي عندما أتى إلى ديارنا واعظاً خطيباً فى السبعينات من الهجرة،

فاسأل الله ان يجعل ماقدمه فى ميزان حسناته .

وبقي في جرداء بني عاصم “كانت حينها تابعة لمنطقة مكة المكرمة وهي الان تتبع منطقة الباحة” بقي هناك سنوات اماما وخطيبا وواعظا ومرشدا،

بعدها انتقل الى المنطقة الشرقية، وتحديدا في مدينة مليجة، “وادي العجمان”.

وفي مليجة عمل الوآلد بجهد لتعليم الناس أمور الدين وتفقيههم في دينهم من خلال الخطب والمواعظ، انشأ والدي الشيخ علي الحكمي رحمه الله أول حلقة قران كريم في مسجد الشيخ راكان نبغ فيها بعض الطلاب واخذوا جوائز .

استمر العطاء لعشرات السنين، امام وخطيب ووعظ وإرشاد وتحفيظ قران، وعطاء وإحسان، رصيد كبير من الحب تركه خلفه فلم يجمع مالا إنما جمع قلوب تحبه وتدعوا له .

ابي جزاك الله خيرا عن كلما قدمت لدينك ووطنك وولاة الأمر والمجتمع، جزاك الله خيراً على عطاءك الذي امتد عشرات السنين نبعا من الخير علمت فيه الناس كتاب الله وأرشدت الكثير وساعدت الكثير وعلمت واعطيت من وقتك وجهدك لوجه الله تعالى،

رحمك الله أبا عبدالله واسكنك الله فسيح الجنان.

يا ربنا ها قد أتاك أبي

يا خير من تؤتى وضيفك يكرم

يارب خلقك يشهدون بفضله

وإذا يجير فجاره لا يظلم

والأرض تشهد حين أضحى ماشياً

والمسجد فيه دوماً يكرم

يارب تعلم كم أتاك ملبياً

ورعاً وللقرآن دوماً يختم

فتراه يصبر رافعاً سبَّابةً

ومكبراً يا من يجير ويرحم

يارب واجبر كسر سيدةٍ سعتْ

في شأنه قامت ونعم البلسمُ

أكرم بها أُمّاً وبارك سعيها

وامدد لنا في عمرها نتنعم

ياربِ يا من قد سمعت دعاءنا

جهراً وإنك بالخفايا أعلم

يارب بالرحمات تسقي قبره

أنت اللطيف بحاله والأرحم

يارب في الفردوس أعلى منزلاً

لأبي الحبيب فأنت نعم المُكْرِم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى