وهم الهروب وحقيقة المواجهة

الإعلامي / معلا السلمي

في أعماق العقل حيث تختلط الذكريات بالأحلام وحيث يتلاشى المنطق ليترك المجال للغرائز والمشاعر العميقة تكمن المتاهة التي بلا أبواب إنها ليست مكانًا فيزيائيًا بل حالة نفسية منطقة رمادية يُختبر فيها الإنسان أمام ذاته الحقيقية يُعتبر اللاوعي خزانًا ضخمًا للمخاوف والرغبات المكبوتة .؟

عندما نغلق أعيننا ونغوص في عالم الأحلام أو التأمل العميق نجد أنفسنا في رحلة داخل هذه المتاهة قد نواجه وجوهًا مألوفة من الماضي أو رموزًا غريبة تحمل رسائل خفية إنها اللغة السرية للعقل التي تحاول أن تُظهر لنا ما نخشى مواجهته في الواقع في هذه المتاهة لا توجد لافتات تدلك على الطريق بدلاً من ذلك هناك مفترقات تُحددها اختياراتك وأفكارك يمكن أن تضيع بسهولة إذا رفضت مواجهة مخاوفك وهنا يكمن التحدي الحقيقي فهم الرسائل التي تُرسلها النفس واستيعاب دروسها قد تبدو فكرة الهروب من هذه المتاهة مغرية لكن هل يمكننا حقًا الهروب منها اللاوعي جزء لا يتجزأ من هويتنا بدلاً من الهروب. علينا أن نتعلم كيف نعيش معه وكيف نحوله من مكان غامض إلى مصدر إبداع وفهم في متاهة اللاوعي الرحلة هي الهدف كل خطوة تأخذك نحو فهم أعمق لنفسك وكل زاوية تُظهر لك جانبًا جديدًا من روحك إنها متاهة بلا أبواب لكنها ليست فخًا بل دعوة لاكتشاف عالمك الداخلي بكل غموضه وجماله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى