يأسرني ذاك الطفل الداخلي الذي بك.

ربيعة الحربي – الرياض

في داخل كل رجل، مهما اشتد صلابته وقست ملامحه، يسكن طفل صغير. طفل يفرح بأبسط الأشياء، يندهش من العالم كأنه يراه للمرة الأولى، ويبحث عن الأمان في نظرة مطمئنة أو لمسة حانية.

أحببت فيك ذلك الطفل، لا لأنك ضعيف، بل لأنك حقيقي. لأنك لم تخن ذلك الجزء البريء منك، لم تقتله كما فعل كثيرون وهم يركضون وراء معايير الرجولة القاسية. أحببت لحظاتك العفوية، ضحكتك التي تخرج بلا حساب، شغفك بالأشياء الصغيرة، ودهشتك الصادقة أمام الجمال.

أحببت الطريقة التي تهرب بها من ضغوط الحياة لتبحث عن ملاذك الآمن، ربما في كتاب قديم، أو في لعبة كنت تحبها، أو في لحظة صمت تستعيد فيها نفسك. أحببت كيف تسأل أسئلة بسيطة بعمق طفل يريد أن يفهم العالم، وكيف تحزن على أشياء لا يلاحظها الآخرون، لأن قلبك لا يزال حيًا ينبض بالصدق.

ليس ضعفًا أن تحمل طفلك الداخلي معك، بل هو سر قوتك. فمن عرف كيف يحافظ على جزء من براءته وسط ضجيج العالم، لن يفقد نفسه أبدًا. لهذا أحببتك، لأنك لم تسمح للزمن أن يسلبك نفسك، ولأن الطفل الذي فيك جعل منك رجلاً لا يشبه أحدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى