”يا بخت من بكّاني ولا ضحّك عليّ الناس”: عندما تضيع الكرامة في زمن الشهرة

عبدالعزيز عطيه العنزي
في هذا العصر الذي أصبحت فيه الشهرة هدفًا يسعى إليه الكثيرون، قد يجد البعض أنفسهم يضحّون بالكثير من المبادئ والقيم في سبيل الوصول إليها. يذكرنا هذا المشهد بالمثل القديم “يا بخت من بكاني ولا ضحك عليّ الناس”، الذي يحمل في طياته حكمة بالغة عن قيمة الكرامة واحترام الذات.
عندما تتحول الشهرة إلى سخرية
إن السعي وراء الشهرة لم يعد يقتصر على عرض المواهب أو تقديم محتوى هادف، بل أصبح البعض يتنازل عن رجولته ومروءته ويبيع قيّمه وأخلاقه ليصبح مادة للسخرية والتندر في المجالس. وكأن الشهرة الزائفة التي يحصل عليها من وراء هذه الأفعال، تُغني عن نظرة الاحترام والتقدير من الآخرين.
لقد كان الرجل في الماضي يعتبر أن التعرض للسخرية أمرًا معيبًا لا يليق به، فكانت الرجولة تكمن في الحفاظ على الهيبة والوقار. لكن اليوم، نرى بعض المشاهير يختارون أن يكونوا مصدرًا للضحك، ويصنعون من أنفسهم أضحوكةً بأنفسهم، في سبيل الحصول على بضعة آلاف من المتابعين أو بضع ساعات من الشهرة.
الكرامة أغلى من الشهرة
إن الشهرة التي تُبنى على التنازل عن القيم والأخلاق هي شهرة هشّة وزائفة، لن تدوم طويلاً. في النهاية، ما يبقى هو السيرة الحسنة والسمعة الطيبة والاحترام الذي يكسبه الإنسان بأخلاقه ومبادئه.
تذكروا، أن الكرامة أغلى من الشهرة، وأن الاحترام الذي يأتي من القلب لا يمكن شراؤه بالمال أو المتابعين. فلنكن حريصين على قيمنا ومبادئنا، ولا نجعل الشهرة الزائفة تسرق منا هيبتنا ووقارنا.