🌿 حين تُسرق الثمرة.. ويبقى الجذر صامداً

✍🏻 لمياء المرشد
كاتبة وإعلامية سعودية
في حياة كل إنسان إنجاز يختصر رحلة عمر، لحظةٌ وُلدت بعد تعبٍ طويل وسهرٍ متواصل، وقطرات عرقٍ امتزجت بشغفٍ لا ينام. ذلك الإنجاز لا يُقاس بحجم ما تحقق، بل بصدق ما بُذل في سبيله. لكنه أحيانًا يُختطف بطريقةٍ لا تخطر على البال، تحت شعاراتٍ مزيّفة من الحب والتقدير والاحترام.
تُسرق الفكرة، أو الجهد، أو الثمرة التي زرعتها بيديك، فيحملها غيرك على أنها من غرسه.
ولعلّ أكثر ما يؤلم ليس الفعل ذاته، بل أن يأتي ممن كنت تظنه رفيق الضوء، لا سارق النور.
حينها تتساءل: هل أصفح؟ ، هل أغفر لهذا “الحرامي المهذّب” الذي خبأ الخديعة في غلاف التقدير؟
المسامحة هنا ليست ضعفًا، بل وعيٌ بالمعنى الحقيقي للإنجاز. فالثمرة قد تُقطف، لكن الجذر لا يُنتزع. من تعوّد على السرقة يعيش على فتات الآخرين، أما من زرع بإخلاص فسيزهر من جديد مهما حاولوا طمس نوره.
سأسامحه، نعم، ولكن لا لأجله… بل لأجلي ؛ لأن السلام الداخلي أثمن من أي إنجاز مسروق.
سأسامحه لأن الله يرى، ولأن القدر لا يخذل أصحاب النية الصافية.
وسأمضي… شامخة كما كنت، فالأرض تعرف من حرثها، والسماء تشهد لمن تعب ليزرعها.